افتتاح جناح سلطنة عُمان في منتدى “دافوس”
وهج الخليج ـ مسقط
احتفل اليوم بافتتاح جناح سلطنة عُمان في المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” المنعقد حاليًّا في سويسرا، بحضور ممثلي الدول والمؤسسات والشخصيات الدولية ووفد سلطنة عُمان المشارك في المنتدى.
وقال معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد ورئيس وفد سلطنة عُمان المشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” في كلمته خلال حفل الافتتاح، إن مشاركة سلطنة عُمان في المنتدى الاقتصادي العالمي تأتي استمرارًا لدورها الفاعل في تعزيز أواصر التعاون الدولي والالتزام بإيجاد الحلول المستدامة للتغلب على التحديات العالمية، وقيادة التحول نحو النمو المستدام.
وأضاف معاليه أن هذه المشاركة تستهدف إبراز الإنجازات التنموية التي يحققها تنفيذ “رؤية عُمان 2040” المستقبلية التي تمثل خارطة طريق للوصول للاستدامة بكافة أبعادها انطلاقًا من تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المرأة والشباب ودعم القطاع الخاص ورواد الأعمال وتسريع تحقيق تنمية شاملة ترتكز على التنويع الاقتصادي والابتكار.
وأوضح أن افتتاح جناح سلطنة عُمان خلال فترة انعقاد المنتدى هذا العام يأتي تعزيزًا للعلاقة المتنامية بين حكومة سلطنة عُمان والمنتدى الاقتصادي العالمي والتي تساهم في تعزيز الرؤى المبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير منصة لعرض الرؤية الاقتصادية لسلطنة عُمان وإنجازاتها التنموية.
وبين معالي الدكتور وزير الاقتصاد أن الجناح تم تجهيزه بشكل متكامل ليعكس التطور الذي تشهده سلطنة عُمان في مختلف المجالات، ويتيح مناقشة المواضيع ذات الأولوية، مما يساهم في تعزيز التعاون مع الجهات الدولية والترويج لعُمان كوجهة استثمارية وسياحية، ويركز على بيئة الأعمال الجاذبة والفرص الاستثمارية الواعدة التي يقدمها الاقتصاد العماني في العديد من المجالات المستدامة للاستثمار.
وذكر معاليه أن من بين هذه المجالات منظومة المدن المستدامة والتطوير الحضري الذي تشهده سلطنة عُمان ويتم من خلالها تنفيذ مشروعات المدن المستقبلية والذكية وفق أفضل المعايير العالمية ومنها مدينة السلطان هيثم ومدينة يتي المستدامة، والفرص التي يتيحها تنفيذ البرامج والاستراتيجيات الوطنية لدعم الابتكار والاقتصاد الرقمي، ومشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر التي تمثل ركيزة للحد من انبعاثات الكربون والتغير المناخي والتكيف مع تحولات الطاقة العالمية وتحقيق مستهدف “رؤية عُمان 2040” للوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
ويعد جناح سلطنة عُمان في “دافوس” منصة استراتيجية دولية لاستعراض النجاحات الوطنية والتطور الاقتصادي والتقني والاجتماعي الذي تشهده عمان في ظل تنفيذ “رؤية عمان 2040″، وإبراز المشروعات الكبرى المستقبلية والجاري تنفيذها والفرص الواعدة للاستثمار المستدام في سلطنة عُمان والتي تعزز دورها في قيادة التحول الاقتصادي والبيئي المستدام في منطقة الشرق الاوسط.
ويعكس تصميم الجناح الطابع الثقافي الفريد لسلطنة عُمان، وزينت واجهات وأروقة المقر بصور الهوية البصرية العُمانية في أول ظهور عالمي لها من خلال هذا الحدث الدولي المهم.
ويتضمن الجناح مرافق حديثة مزودة بأحدث التقنيات وتوفر مساحات مخصصة للجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في المنتدى لعقد الاجتماعات الثنائية ولقاء شركائهم من مختلف أنحاء العالم، وتسهيل التواصل بين المسؤولين الحكوميين، وصناع القرار، والمستثمرين الدوليين.
كما يضم الجناح خمس قاعات للاجتماعات الرسمية والخاصة ومكان مخصص للشركات الخاصة ورجال الأعمال، ويوفر بيئة ملائمة للنقاشات الثنائية وعقد الصفقات التجارية وقاعة متعددة الأغراض للفعاليات الرئيسية والمناقشات التي يستضيفها الجناح.
ويشهد جناح سلطنة عُمان خلال فترة انعقاد منتدى “دافوس” سلسلة من الجلسات النقاشية الجماعية وحلقات العمل والعروض التقديمية التي تهدف إلى تسليط الضوء على الابتكارات، وفرص الاستثمار، ومشاريع “رؤية عمان 2040” بما في ذلك الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والمدن المستدامة.
وشهد اليوم الأول من المنتدى الاقتصادي العالمي حراكًا استثماريًّا بارزًا في مقر سلطنة عُمان، حيث عُقدت سلسلة من اللقاءات مع نخبة من المستثمرين والشركات العالمية الرائدة.
وتهدف هذه اللقاءات إلى تعزيز التعاون الاستثماري، وتسليط الضوء على الفرص الواعدة التي تقدمها سلطنة عُمان في مختلف القطاعات الاقتصادية، تماشيًا مع أولويات “رؤية عمان 2040”.
وعقد معالي الدكتور وزير الاقتصاد اجتماعًا مع الشركاء من سلطنة عُمان المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي.
وجاء الاجتماع تأكيدًا على أهمية التعاون المشترك واستثمار منصة المنتدى لتعزيز العلاقات الاقتصادية والترويج للفرص الاستثمارية والتنموية التي تقدمها سلطنة عُمان.
وخلال الاجتماع، قال معاليه إن المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي تمثل فرصة حيوية لسلطنة عُمان لتقديم رؤيتها الاقتصادية ومشاريعها الطموحة والتعريف بالسياسات الاقتصادية المحفزة للنمو أمام نخبة من قادة الأعمال وصناع القرار العالميين.
وأكد معاليه على أهمية التكامل بين الجهات العمانية المشاركة في المنتدى، سواء كانت من القطاع الحكومي أو الخاص، لتقديم صورة موحدة عن البيئة الاستثمارية الواعدة في سلطنة عُمان، مشددًا على ضرورة التركيز على القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والسياحة، واللوجستيات.
وأشار معاليه إلى أن المنتدى يوفر فرصة متميزة لتعزيز الحوار مع قادة الاقتصاد العالمي حول التحديات الاقتصادية والتنموية المشتركة، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة تدعم التنمية المستدامة.
واستعرض الوفد العُماني خلال اللقاءات أبرز المبادرات التنموية والمشاريع الكبرى، خصوصًا في الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، والسياحة.
كما تم التركيز على البيئة الاستثمارية المحفزة التي توفرها سلطنة عُمان، بما في ذلك القوانين الداعمة للاستثمار الأجنبي، والبنية الأساسية المتطورة، والموقع الاستراتيجي الذي يجعل عُمان مركزًا اقتصاديًا إقليميًا.
تم تنظيم عدد من الجلسات في جناح سلطنة عُمان لمناقشة مواضيع رئيسية، مثل الطاقة، والصناعة، وبيئة الأعمال، والقطاع المالي والعقاري.
الجدير بالذكر أن المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” يُعد من أبرز الفعاليات الاقتصادية الدولية التي تجمع قادة الحكومات والمؤسسات العامة والخاصة وصناع القرار لدعم وتطوير استراتيجيات التحول نحو النمو الشامل، وطرح الرؤى المبتكرة للتعامل مع التحديات المستقبلية المتعلقة بالتغير المناخي والتطور التكنولوجي والمساواة الاجتماعية.
وتركز أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” لعام 2025، على تعزيز التحول نحو الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر ودعم الابتكارات التي تحافظ على الاستدامة واستبصار الرؤي التي تعزز دور الاستدامة في تحقيق نمو اقتصادي يدعم المجتمعات ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويساهم في الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقنيات في مختلف القطاعات وتطوير بنى تحتية قادرة على التكيف مع تحديات المستقبل.
كما يعد أحد الموضوعات الرئيسية للمنتدى التركيزُ على الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية للحفاظ على البيئة والحد من انبعاثات الكربون.
وتأتي مشاركة سلطنة عُمان في المنتدى في إطار دورها الرائد في دعم التعاون الدولي وبناء الشراكات مع الدول والمؤسسات الدولية لتعزيز التحول العالمي نحو التنمية المستدامة وإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها العالم خاصة فيما يتعلق بمتغيرات المناخ والتحول نحو الطاقة النظيفة.