أخبار العالم

ماذا ستفعل المكسيك إذا حاول ترامب ترحيل جماعي لغير المكسيكيين عبر الحدود؟

وهج الخليج – وكالات

تعهدت السلطات المكسيكية أكثر من مرة بالترحيب بعودة مواطنيها في حال نفذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقبلة تهديداتها بإجراء عمليات ترحيل واسعة النطاق. وقالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، التي أوضحت خطتها لتعزيز المساعدة للملايين من المكسيكيين الذين يواجهون الترحيل المحتمل من الولايات المتحدة وزيادة المساعدات للذين سيتم إجبارهم على العودة إلى المكسيك ” هذا التزامنا”.
وذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز أن الأمر الأقل وضوحا وأكثر إشكالية هو كيف سيرد مسؤولو المكسيك إذا ما ضغط الرئيس المنتخب دونالد ترامب عليهم ، كما هو متوقع، لقبول المرحلين من دول أخرى أيضا- إما طالبي لجوء تم إعادتهم على الفور من الحدود أو مهاجرين يعيشون في الولايات المتحدة. وقالت يونيس ريندون الكاتبة والخبيرة في قضايا الهجرة ” هذه ستكون إحدى أولى القضايا الملحة التي تواجه المكسيك”. وأضافت” سيريد دونالد ترامب إرسال أشخاص ليسوا مكسيكيين إلى المكسيك، خاصة من دول مثل فنزويلا، التي ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية معها”.
يشار إلى أن المكسيك ليست ملزمة قانونيا باستقبال غير المكسيكيين، حتى إذا سافر الكثيرون منهم عبر المكسيك للوصول إلى الأراضي الأمريكية. ولكن في الماضي رضخت في ظل التهديد بفرض رسوم عليها يمكن أن تؤدي إلى شلل الاقتصاد. ويتوعد ترامب مجددا بفرض رسوم ضخمة مالم ترضخ المكسيك، التي ترسل أكثر من 80% من صادراتها إلى شمال الحدود، لمطالبه.
وفي ديسمبر الماضي، قالت شينباوم إن حكومتها تفضل أن ترسل واشنطن غير المكسيكيين مباشرة إلى أوطانهم. ولكنها أشارت مؤخرا إلى أن المكسيك ربما تتعاون مع أمريكا بشأن استقبال بعض مواطني الدول الأخرى. ويتردد أن إدارة ترامب المقبلة تدرس إحياء اثنين من برامجها المثيرة للجدل التي تعرف بـ” ريمان ” في المكسيك و”تايتل” 42- اللذان أعادا إلى المكسيك عشرات الآلاف من طالبي اللجوء غير المكسيكيين، الذين تم احتجازهم عند الحدود الجنوبية الغربية. ووفقا لبرنامج ريمان في المكسيك، فإنه تم إعادتهم انتظارا للمثول أمام المحاكم الأمريكية.
ووفقا لبرنامج تايتل 42، فإن أحد تدابير الصحة العامة التي تم اتخاذها خلال جائحة كورونا كانت تنص على إعادة المهاجرين على الفور إلى المكسيك بدون تحديد مواعيد للمثول أمام المحاكم. ووقع الكثيرون من طالبي اللجوء ضحية للجريمة وأصبحوا عبئا على المدن والبلدات المكسيكية التي تأويهم. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن قد أنهت العمل بالبرنامجين. وخلال إدارة ترامب الأولى، وافقت المكسيك على استقبال المرحلين غير المكسيكيين، واقتصروا بصورة كبيرة على الذين يتحدثون اللغة الاسبانية من وسط وجنوب أمريكا وكوبا بالإضافة إلى مواطني هايتي. وقالت شينباوم هذا الشهر إن المسؤولين المكسيكيين يمكن أن ” يتعاونوا من خلال آليات مختلفة” مع نظرائهم الأمريكيين. ولم توضح هي وممثلوها ما هي الشروط التي ستسعي المكسيك لإقرارها. ولكن المحللين قالوا إنهم سيسعون بلا شك لوضع حد بالنسبة لعدد المرحلين وجنسياتهم.
وبعدما أنهى بايدن برنامج تايتل 42، وافقت المكسيك على استقبال ما يصل إلى 30 ألف مهاجر شهريا من كوبا وهايتي ونيكاراجوا وفنزويلا- وهي الدول، التي تمثل لأسباب سياسية وأسباب أخرى، تحديا على الترحيل المباشر من الولايات المتحدة. ومازال هذا الاتفاق قيد التنفيذ. وبمجرد تنصيب ترامب رسميا الاثنين المقبل، يتوقع الخبراء موجة من الأوامر التنفيذية بشأن الحدود الجنوبية الغربية وعمليات الترحيل- وهي حجر الزاوية في حملة ترامب الانتخابية. وبغض النظر عما سيحدث في يوم التنصيب، فإن الآلاف من المهاجرين في المكسيك المتجهين إلى الولايات المتحدة يراقبون الوضع عن كثب.
ويبدو أن عددا قليلا من المهاجرين يعتبرون البقاء في المكسيك خيارا قابلا للتحقق. وتقول ديزي فيرنانديز / 24 عاما/ من فنزويلا، وهي واحدة من مئات المهاجرين الذين يقيمون خارج محطة حافلات في مكسيكو سيتي ” من المهم بالنسبة لنا أن نصل إلى الولايات المتحدة- الجميع يقولون إن الأمر سيكون أكثر صعوبة بمجرد تولى ترامب الرئاسة”. وأضافت” لدينا الكثير من الأصدقاء وأفراد الأسرة الآن في الولايات المتحدة الذين يقولون إنه بمجرد عبور الحدود، يمكن بسهولة العثور على وظيفة. الحياة ستتغير على الفور للأفضل”. وأضافت فيرنانديز، التي مثل بقية المهاجرين تحدثت عن الاساءات من جانب وكلاء الهجرة المكسيكيين والشرطة والمجرمين أثناء اجتياز البلاد ” لا نريد البقاء في المكسيك بأي حال- فهذا أمر لا يسرنا”.
وأوضحت” هناك الكثير من المشاكل في المكسيك، ولا عمل. نحن نريد الوصول إلى الولايات المتحدة، سواء كان يرغب ترامب في ذلك أم لا “. وأضافت” في حال قاموا بترحيلنا إلى المكسيك، سوف نستمر في محاولة العبور إلى الولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى