البراطيل تنصر الأباطيل
بقلم: مسلم أحمد العوائد
البراطيل، أو الرشوة، تُجمِّل الباطل وتُعزِّز الفساد والظلم والإقصاء. البراطيل تشبه البراميل المتفجّرة؛ فهي تُدمِّر مدنًا، وتُفتِّت شعوبًا ومجتمعات آمنة مستقرة، كما تُدمِّر أنظمة عامة وخاصة. عندما تصبح البراطيل ثقافة متجذّرة في مؤسسات الدول ومفاصلها، تُقصى الكفاءات الصادقة الأمينة والقدوات الوطنية، وتُفقد الثقة بين الشركاء في الوطن. وحينها قد تتحوّل العواطف إلى عواصف وأعاصير يصعب السيطرة عليها.
هذا قبل…
أما بعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة.”
قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.”
يُقال إن الرويبضة اليوم سُخر له كل وسائل التواصل ليتكلم في الأمور العامة التي تمس حياة الكبير والصغير، بل وحتى مستقبل المجتمع، و كُذِّب الصادق، وخُوِّن الأمين، واستُبعِد الرجال الاوفياء نتيجةً للتعصب الفكري والعصبية التي تعشعش في عقول وقلوب زمرة البراطيل.
أخيرًا:
ما شهده العالم من دمارٍ للإنسانية في الأحداث العالمية الأخيرة هو دليلٌ واضحٌ لكل ذي مسؤولية وبصيرة على أهمية التمسّك بالأوفياء الأمناء، ذوي العقيدة السليمة التي تبني الإنسان والوطن على أسس من العدالة والنزاهة وتكافؤ الفرص. فسياسة الاحتواء، وخاصة في هذا الزمن، صِمام الأمان.
ختامًا:
من أخطر أنواع البراطيل التقارير المزخرفة والمؤشرات والأرقام التي تُرفع للجهات العليا، والتي تُبنى على أساسها قرارات حسنة النية، لكن نتائجها قد تكون كارثية ومحرجة لمتخذ القرار. كما أن البروز الإعلامي في كل كبيرة وصغيرة أصبح أمرًا مستغربًا بل ومستهجنًا.