أخبار العالم

ترامب يهز أسس النظام العالمي قبل توليه الرئاسة

وهج الخليج – وكالات

قبل حتّى أن يصبح رسميا الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، زعزع دونالد ترامب النظام العالمي بإحراجه الحلفاء في أوروبا وكندا، لكن ليس من المتوقع أن تتبدّل السياسة الأميركية المعهودة إزاء الصين وروسيا والشرق الأوسط في جوهرها، بحسب تحليلات خبراء.
ويتوقّع المطلعون على الشأن الأميركي استمرارية نسبية في النهج السياسي المتعدّد الأطراف بين بايدن وترامب. ورأى روبرت بنسون من مركز التحليلات “Center for American Progress” أن دونالد ترامب أحسن فعلا بتسليطه الضوء على “التهديدات التي تشكّلها روسيا ذات المآرب الانتقامية والصين ذات المطامع التوسّعية” منتهجا نهج الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
لكنّ السيّد الجديد للبيت الأبيض “مخطئ تماما في إثارة ضغينة حلفائنا مع دفع الأوروبيين إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة”. ويطلق الملياردير الجمهوري التصريحات المدويّة واحدا تلو الآخر.
وخلال مؤتمر صحافي في السابع من يناير، هدّد بضمّ إقليم جرينلاند الخاضع للسيادة الدنماركية وطلب من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) زيادة الميزانية الدفاعية بنسبة 5 % من إجمالي الناتج المحلّي وقال إن كندا ينبغي أن تكون الولاية الأميركية الحادية والخمسين ولوّح باحتمال سيطرة واشنطن على قناة بنما.
ـ “البالغون في القاعة”
خلال الولاية الرئاسية الأولى للملياردير الجمهوري (2017-2021)، كان دونالد ترامب المعروف بسلوكه غير القابل للتنبّؤ محاطا بمن سمّاهم “البالغين في القاعة” من مستشارين كثيرين استعان بمشورتهم ووزراء من حكومته. وفي التوليفة الجديدة لإدارة ترامب، يعدّ مستشار الأمن القومي مارك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو من الجمهوريين الأكثر اعتدالا وحنكة مقارنة بوزراء آخرين من الجناح الترامبي.
وقد تهرّب مايك والتز من الإجابة عندما سئل الأحد على قناة “ايه بي سي نيوز” عن مدى مصداقية التهديدات الصادرة عن ترامب. وقال “هو يأخذ على محمل الجدّ المخاطر التي تواجهنا”، متطرّقا إلى الشركات الصينية للنقل البحري في قناة بنما والسفن الروسية في القطب الشمالي (أركتيكا). وصرّح أن دونالد ترامب “يبقي دوما كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة… خلافا لسلفه (جو بايدن)، وهو أمر لا بدّ من قوله”. غير أن الرئيس المنتهية ولايته أشاد الإثنين بحصيلته في مجال السياسة الخارجية.
ـ “أميركا أقوى”
وهو أكّد أن الولايات المتحدة هي “في طليعة المنافسة الدولية” وأن الصين لن تتفوّق عليها “أبدا”. وصرّح بايدن “أميركا أقوى، تحالفاتنا أقوى، خصومنا ومنافسونا أضعف”، في انتقاد مبطّن لترامب المتّهم بتقويض العلاقات الدولية للولايات المتحدة.
ودعا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته أيضا إلى “عدم التخلّي” عن أوكرانيا، في حين هدّد خلفه بوقف الدعم العسكري لكييف. وقد تعهّد الملياردير الجمهوري سابقا بإنهاء الحرب في أوكرانيا “في خلال 24 ساعة”، لكنه تطرّق مؤخّرا إلى مهلة ستة أشهر. واختار ترامب العسكري المتقاعد المحترم كيث كيلوغ مبعوثا له إلى أوكرانيا. وتعهّد مايك والتز بمواصلة مساعدة كييف كي تحظى بموقع أفضل في المفاوضات الدبلوماسية. لكنّه طلب أن تخفّض السلطات الأوكرانية سنّ التجنيد “لحلّ المشاكل المرتبطة بنقص الجنود”.

ـ استمرارية
ويرجّح ديبلوماسيون أوروبيون أن تربط استمرارية بين سياسة بايدن الخارجية وتلك التي سينتهجها ترامب. وكشفت النائبة الإيطالية ليا كوارتابيلي أنها “فوجئت” إيجابا خلال زيارتها مؤخّرا واشنطن مع مجموعة من البرلمانيين الأوروبيين. وصرّحت أن الجمهوريين الذين قابلتهم “كانت لديهم فكرة واضحة عن مصالح الولايات المتحدة لكنهم كانوا منفتحين على النقاش، لا سيّما في ما يخصّ مواصلة دعم أوكرانيا”. أما بشأن الحرب في غزة، فقد أكّد بايدن الإثنين أن اتفاق الهدنة “على وشك” أن يبصر النور. وقد أشاد مستشاره للأمن القومي جايك ساليفان، في خطوة غير مسبوقة، بـ”التعاون الوثيق” بين إدارته الديموقراطية التي تشارف نهايتها وتلك الجمهورية التي ستحلّ محلّها. وفي مقال نشر في مجلّة “فورين بوليسي”، استذكر ممثّل ألمانيا السابق لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن مأدبة غداء جمعت سفراء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر سنة 2019 في البيت الأبيض حيث استقبلهم دونالد ترامب الذي قال عنه إنه “مضياف” و”خصّص لنا وقتا طويلا” وأصغى إلى الآراء المتنوّعة. وصرّح الديبلوماسي “لان تفعلوا أمرا كهذا إن كنتم تعتبرون أن الأمم المتحدة لا تجدي نفعا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى