المقالات

الوظيفة بين التكليف والتشريف

بقلم: مسلم احمد العوائد

خلصت نتائج الدراسة الشهيرة التي أجراها العالمان كوزس وبوسنر في مجال تحديات القيادة، والتي استمرت حوالي 20 عامًا، وشارك فيها 1.5 مليون شخص من مختلف القارات، من بينهم رؤساء تنفيذيون لشركات عالمية في قطاعات البترول والغاز وصناعة السيارات والطائرات والتقنيات، إضافة إلى مديري العموم، والمديرين، والموظفين الصغار، وحتى العمال. هذه الدراسة شملت جميع المستويات القيادية والمسؤوليات الرسمية والخاصة، وثقافات متنوعة وإيديولوجيات سياسية ودينية وتاريخية مختلفة.
توصلت الدراسة إلى أن هناك خمس صفات أساسية يتميز بها القائد الناجح، وهي: الصدق، والرؤية، والتحفيز، والكفاءة، والذكاء.

هذا قبل…
أما بعد…
استغرق العالمان عشرين عامًا في دراستهما التي أصبحت مرجعًا مهمًا في علم القيادة، ولك أن تتخيل الجهد المالي والنفسي والبدني والفكري والزمني الذي بُذل للوصول إلى هذه النتائج.
في حين ان المسلم الواعي يصل الى هذه النتيجة في حوالي خمس ثوان فقط عند قراءته لقول الله تعالى:
{إن خير من استأجرت القوي الأمين}
فالقوة والأمانة تعني: المعرفة، والصدق، والنزاهة، والكفاءة، والعزيمة، والنجاح.
فتكليف الكفاءات التي تتمتع بالصفات القيادية مسؤولية وأمانة وطنية واجتماعية وتاريخية. أما تشريف الذوات والأصحاب والمعارف، فيمكن أن يكون بتقديم منافع مادية أو امتيازات أخرى، وليس تشريفهم بمسؤوليات وطنية، وهم ليسوا كفؤ لها وتُلوى القوانين والتوجيهات الرسمية لصالحهم، مما يؤدي إلى الفشل، والخداع، والفساد، والظلم، مهما طبل المطبلون، وهتف المنشدون، ورقص الراقصون.
اخيرا…
انتهجت الحضارات التي سادت منذ آلاف السنين قبل الميلاد وحتى يومنا هذا نظرية الوظيفة بالتكليف وليس بالتشريف. إذ إن اعتماد الوظيفة على مبدأ التشريف يؤدي حتمًا إلى تجفيف منابع الكفاءات ومن ثم تراكم الإخفاقات.

ختامًا…
قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى