في صناعة الوعي
بقلم : مسلم بن أحمد العوائد
الوعي هو الإدراك لما يحصل ويحدث من تطورات وتحولات في البيئة الداخلية والخارجية، وربط الأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها ربطًا محكمًا، مبنيًا على معطيات التفكير الناقد والنظر بعين البصيرة. حينها يتشكل وعي وتصور واقعي لمآلات الأحداث والمتغيرات. ومن أهم عناصر صناعة الوعي، هو التفكير الناقد في المجريات المحلية والإقليمية والعالمية، حيث تتداخل جميعها في نفس الفلك.
هذا قبل…
أما بعد…
تعد صناعة الوعي صمام الأمان ومفتاح أبواب التطور والتنمية المستدامة، وضرورة ملحة جدًا لحماية الأجيال من الانسلاخ الشامل عن الدين والعادات والثقافة والتاريخ والخصوصية، وكذلك لتحقيق السلم الفردي والأسري والاجتماعي.
لذلك، لا بد من وضع استراتيجيات وطنية محكمة لتأمين العقول وتأهيل الأجيال، بدءًا من المسجد ودور العبادة، مرورًا بالمناهج الدراسية والمجالس الثقافية، وانتهاءً بالقوانين والعدل والمساواة. فلا يمكن للخطط والاستراتيجيات الوطنية أن تحقق أهدافها إلا من خلال استراتيجية وطنية شاملة لصناعة الوعي الفردي والأسري والاجتماعي.
أخيرًا…
كتب والي خراسان إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
“إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك.”
فكتب إليه الخليفة:
“أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر فيه أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم. والسلام.”
ختامًا…
يقال: “العدل أقوى جيش، والأمن أهنأ عيش.” فالعدل من اهم اسباب صناعة الوعي، به يعم الأمن والاستقرار وبناء الاوطان، وصلاح المجتمعات والأجيال.