حول الانتخابات الحزبية
بقلم: مسلم بن أحمد العوائد
ظهرت الأحزاب السياسية في الغرب عمومًا بعد عصور الظلام والجهل والظلم والعبودية والإقطاعية والسلطة المطلقة، حين كانت الكنيسة ورجالاتها تتحكم بالشعوب لقرون وأزمنة عديدة، ثم انقلبت تلك الشعوب على الكنيسة وتبعاتها. فالأيام دُوَل، سنة الله في خلقه. وتدريجيًا تشكلت الدولة القومية الوطنية، ثم الأحزاب السياسية التي تتنافس على الفوز بالحكم من خلال برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصحية، وفي مختلف شؤون حياة المجتمع والدولة، وعادةً، يتناوب على الفوز حزبان فقط، بينما تشارك الأحزاب الأخرى في المجالس النيابية التشريعية بعدد محدود جدًا.
هذا قبل…
أما بعد…
بدأت الانتخابات الحزبية في الغرب من القرنين الثامن والتاسع عشر وإلى اليوم، كل أربع سنوات عمومًا. وتحتدم المنافسة الشرسة بين الحزبين ومن ذلك الاتهامات الفردية والحزبية وغيرها، وبعد النتائج، يتبادلان التهاني. لأن الأمر الذي عليه إجماع هو أن الدولة الوطنية لا تتغير ثوابتها السياسية والاقتصادية والعلمية والصناعية بفوز حزب، ولا بتغير الرؤساء والوزراء.
أخيرًا…
الولاء المطلق للدولة الوطنية عقيدة كل الأحزاب، لذلك يتنافسون على بناء المصانع والصناعات الثقيلة المختلفة، والمراكز البحثية والجامعات والعلماء، وتطوير نظم التعليم بشكل مستمر، بل واستقطاب العقول من مختلف قارات العالم، حتى أصبحت هذه الدول في غضون سنوات من الأقطاب العالمية التي تعيش تحت رحمتها دول تجتر الماضي منذ آلاف السنين، وتناست أن المجد صنعه ويصنعه الرجال الأوفياء في الماضي والحاضر والمستقبل.
ختامًا…
ستبقى كثير من الدول تعيش عالة على هذه الدول الحزبية، ما لم يتخلَّ المسؤولون فيها عن التنافس على بناء المجمعات التجارية والفنادق والحفلات والمنتجعات والأبراج، على حساب الدين والعادات والثقافة والتاريخ، وبهذا تنشأ اجيال كل طموحها العمل كمرشد سياحي او موظف سياحي وفي المساء يشاهد مباريات الديربي الحزبية في المقاهي السياحية.
الحل:
في قوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}.