العالم يستعد لمرحلة جديدة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض
وهج الخليج ـ وكالات
يستعد العالم لمرحلة جديدة بعدما نجح الجمهوري دونالد ترامب في رهانه بالعودة الى البيت الابيض، متفوقا على الديموقراطية كامالا هاريس بفارق كبير أثار مفاجأة لمخالفته التوقعات.
تعد عودة الجمهوري البالغ 78 عاما استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية. وحقق ترامب انتصارا واضحا وسريعا، بحيث فاز في الولايات المتأرجحة من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورا بويسكونسن ليقضي بذلك على آمال هاريس، قبل أن تعطيه ميشيغان معقل الديموقراطيين السابق الدفع النهائي.
وفي انتظار نتائج أربع ولايات، باتت في حوزة الجمهوري أصوات 292 من كبار الناخبين مقابل 224 لمنافسته، متجاوزا عتبة 270 المطلوبة للفوز في الانتخابات التي تجري بالاقتراع غير المباشر. ويبدو أيضا أن ترامب سيفوز بالتصويت الشعبي للمرة الأولى.
وفي خطاب الفوز، دعا ترامب الذي سيؤدي اليمين الدستورية ويتولى منصبه رسميا في 20 يناير، إلى “الوحدة”، وحث الأميركيين على وضع “الانقسامات التي حدثت في السنوات الأربع الماضية وراءنا”.
هذا بعد أن هاجم خلال حملته الانتخابية منافسته وكال لها الشتائم واتهم المهاجرين “بتسميم دماء اميركا”. واتفق ترامب وهاريس على “أهمية توحيد” الولايات المتحدة وذلك في اتصال هاتفي بينهما الأربعاء، أقرت فيه نائبة الرئيس بخسارتها.
وقال المتحدث باسم حملة ترامب ستيفن شونغ في بيان “شكر الرئيس ترامب نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافيتها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتفقا على أهمية توحيد البلاد”. وأكد أحد مساعدي هاريس أنها اتصلت بترامب لتهنئته، وبحثت معه أهمية الانتقال السلمي للسلطة وأن يكون رئيسا لكل الأميركيين.
وما زالت ذكرى أحداث 6 يناير 2021 تخيم على ذاكرة الأميركيين، اذ اقتحم حينها مئات من أنصار ترامب مبنى الكابيتول، أحد أهم رموز الديموقراطية الأميركية، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن. كذلك هنّأ الرئيس الأميركي جو بايدن ترامب على فوزه في الانتخابات ودعاه لزيارة البيت الأبيض، وفق ما أعلنت الرئاسة الأميركية الأربعاء.
وأفاد البيت الأبيض في بيان أن الديموقراطي بايدن (81 عاما) الذي انسحب من السباق الانتخابي لصالح هاريس، “سيدلي بخطاب الى الأمة” الخميس للحديث عن نتائج انتخابات الثلاثاء والمرحلة الانتقالية.
ـ الحكم على “أفعاله”
وتلقى الجمهوري سيلا من التهاني من رؤساء ومسؤولين في الخارج من الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرورا برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأعرب ماكرون وترامب الأربعاء عن “رغبتهما بالعمل على عودة السلام والاستقرار” في مواجهة “الأزمات الدولية الكبرى المستمرة”، خلال أول اتصال هاتفي بينهما بعد فوز المرشح الجمهوري، بحسب ما أفاد قصر الإليزيه.
كما أجرى نتانياهو اتصالا هاتفيا بترامب بعد فوزه في الانتخابات، وبحثا “التهديد الإيراني” لأمن الدولة العبرية، بحسب مكتب رئيس الحكومة.
أما الكرملين فتمايز بإعلانه أنه سيحكم على دونالد ترامب على أساس “أفعاله”، لا سيما فيما يتعلق باحتمال خفض الدعم الأميركي لأوكرانيا.
وأحدثت عودة ترامب إلى البيت الأبيض حالة من النشوة بين الملايين من الأميركيين الذين ارتدوا قبعات حمراء فيما تسببت لدى كثيرين آخرين بحالة من الخوف مع شعور بالصدمة بسبب مرارة خطابه.
وعبر بعضهم، مثل فريدي لين، وهو من سكان نيويورك ويبلغ من العمر 29 عاما، عن ذلك بقوله “إنه أمر سيء للغاية”. وأضاف أنه “قلق من رؤية مزيد من الكراهية” تنتشر في البلاد.
دونالد ترامب هو ثاني رئيس أميركي يفوز بولايتين غير متتاليتين، بعد غروفر كليفلاند الذي قاد البلاد بين عامي 1885 و1889، ثم بين عامي 1893 و1897.
أشادت وسائل إعلام مختلفة في الولايات المتحدة بـ”ملك العودة” و”العملاق” ترامب بعد فوزه بفارق كبير على هاريس، في شكل خالف غالبية توقعات المحللين والصحف.
ورحبت الأسواق بفوزه وسجل الدولار مكاسب واضحة وكذلك بورصة وول ستريت.
ومع ذلك، فإن رئاسته الثانية التي لا يمكن التنبؤ بما ستحمله، يمكن أن تنذر باضطرابات كبيرة بعد أن توعد الملياردير “بأكبر عملية” ترحيل على الإطلاق للمهاجرين منذ اليوم الأول.
ـ طرد… تنقيب… ضرائب
بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم، وهو احتمال يثير قلق كييف. وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيف يمكن القيام بذلك. وتعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، بعدم الالتزام باتفاق باريس حول المناخ وبالتنقيب عن النفط “بأي ثمن”. بشأن الاقتصاد يريد ترامب “سرقة الوظائف من الدول الأخرى” من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية. لكنه يبقى غامضا حين يتعلق الأمر بالحق في الإجهاض، والذي أضعفه إلى حد كبير قضاة المحكمة العليا الذين يفاخر بتعيينهم.
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه الأوروبيين من “النزعة الفردية”، في مواجهة ترامب الذي يعد باعتماد سياسات حمائية.
– انتصار في مجلس الشيوخ -سيمكن للرئيس الجديد الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من الديموقراطيين. وسيكون انتصاره كاملا إذا احتفظ حزبه بمجلس النواب.
ويشعر الديموقراطيون بالقلق إزاء تهديداته المتزايدة ضد “العدو الداخلي” وتعطشه للانتقام.
ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو انه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري. عبر انتخاب ترامب، قرر الأميركيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم وسيصبح في يناير أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.
وسيعلم بعقوبته في 26 نوفمبر حين يصدر الحكم بحقه في قضية دفع أموال سرا لنجمة أفلام إباحية للتستر على علاقة جنسية مفترضة جمعت بينهما. وما زال من المبكر القول ما سيكون أثر انتخابه على متاعبه القانونية حيث يواجه احتمال السجن في عدة قضايا.