خطر التغيير الديمغرافي
بقلم : مسلم بن احمد العوائد
التغيير الديمغرافي بإختصار شديد جدا، يقصد به التغيير في التركيبة السكانية و الثقافية والعادات والعقيدة وخصوصية المجتمع في منطقة معينة، ويعد قرار التغيير الديمغرافي من اخطر القرارات التي تتخذه الجهات العليا، لأن مؤشرات واثر القرار خطيرة، من حيث تطبيقه وقبوله، فليس من المعقول تغيير اجيال توارثت عقيدتها وثقافتها وعاداتها وجغرافيتها وتاريخها وعزها وفخرها وهيبتها ووحدتها وتماسكها لقرون من الزمن بجرة قلم، حينها لاشك ان القرار سيُطبق بالترهيب والتعذيب والترغيب حينا وبالتطبيل برهة، ومع ذلك سيؤدي الى نتائج قد تكون كارثية على من لم يتعمق في دراسة تداعيات القرار ومؤشراته واثره على اللحمة الوطنية، والشواهد الحيه دليل على ذلك.
هذا قبل..
اما بعد…
انتهج المُستعمر الغربي سياسة التغيير الديمغرافي، وخاصة الثقافي، ووظف كل الامكانات المادية والفكرية والأمنية، لتغيير ثقافة وعقيدة شعب ودولة، ولا تزال بعض الدول العربية اليوم تعاني من تداعيات هذا النهج الخطير، الذي نجح حينها في إنشاء جيل لا يتكلم لغة بلاده الام ، ولا يعرف من اركان دينه الا القليل، وحتى الولاء والانتماء ليس لدينه ووطنه، قبل ان يبعث الله فيهم دعاة مصلحين علموا العربية والقرآن الكريم، ثم استطاعوا َطرد المحتل، بعد ان قدم اكثر من مليون شهيد.
هناك ايضا قيادات اتبعت سياسة التغيير الديمغرافي في بعض مناطق دولهم، ونتج عن ذلك؛ تدمير مدن كانت عامرة بالعلم والثقافة والاقتصاد والاستقرار وباللحمة الوطنية، وقيام جماعات مسلحة، مؤيدة من قوى خارجية، لتفجير عجلة التنمية وحبل الاستقرار وخطوط الازدهار واللحمة الوطنية في تلك الدول.
اخيرا…
ذكر اهل الاختصاص ان قرار التغيير الديمغرافي قد يُرفع كتوصية من مسؤول – موظف دولة – متعصب او حاقد او متملق ومتجمل بكل مساحيق الجهل والأمية، اغرته نشوة السلطة حتى كأن لسان حاله تقول انا ادرى وافهم واعقل ممن حولي وتحتي.
ختاما…
قد ينتج عن هذه التوصية، المدججة بنشوة السلطة ورماح الجهل، سيول من الحمم البركانية التي تلتهم الأخضر واليابس، والجبال والتلال ويمكن حتى الرمال ثم نزوح الرجال.