المقالات

شكرا معالي وزير الخارجية

بقلم: إسماعيل التلاوي
الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ( سابقا ) مستشار الأخ عباس زكي المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية

زرت سلطنة عمان الشقيقة أكثر من مرة، للمشاركة في اجتماعات اللجنة الدائمة للثقافة العربية المنبثقة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وشاركت باجتماعات مؤتمرات وزراء الثقافة العرب، خاصة المؤتمر السادس لوزراء الثقافة العرب الذي تم فيه اتخاذ قرار باعتماد القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 ، وغيرها من الاجتماعات التي استضافتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم

التقيت خلالها عددا من المسؤولين في سلطنة عمان، وسررت كثيرا بل شعرت بالفخر والاعتزاز بهذا البلد ذو الحضارة والتاريخ الذي يمثل جزءا هاما من التاريخ والحضارة العربية، وازددت إعجابا بكرم الضيافة العربية الأصيلة، وبثقافة النظافة ذات المستوى العالي التي شاهدتها في شوارع العاصمة مسقط، لدرجة أنني قارنتها مع العواصم العربية التي أكاد أقول أنني زرتها جميعا فوجدتها دون مبالغة العاصمة الأنظف، ولابد لي أن أشير إلى الهدوء والاتزان وعمق الثقافة والالتزام الأخلاقي العالي، وكأن الجميع نسخة واحدة لهذا الشعب العظيم. وقد اطلعت وتابعت السياسة الخارجية لسلطنة عمان الشقيقة فوجدتها تتميز عن غيرها بالواقعية والاتزان والموضوعية بعيدا عن المبالغة في طرح الشعارات الفارغة التي تفتقر إلى فهم عميق لطبيعة الصراعات في الشرق الأوسط والعالم بشكل عام.
وتأتي التصريحات الأخيرة لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية لتعكس كل ما ذكرته من تميز للمسؤولين العمانيين الذين إلتقيتهم، والذين يتفاعلون مع المتغيرات الدولية ويتكيفون معها دون التنازل عن مبادئهم وقيمهم، حيث جاءت تصريحاته بخصوص موقف السلطنة من الصراع في منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية لتعبر عن فهم عميق لجذور الصراع والذي أساسه القضية الفلسطينية، والذي أكد أنه دون حل القضية الفلسطينية على أساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس سيستمر الصراع، ولن يهزم طرف للأخر بالقوة العسكرية، وهذا يعكس المرتكز الأساسي للسياسة الخارجية الذي يستند إلى إيمان السلطنة بالسلام والاستقرار والعدالة لكل الشعوب.. وأن العلاقات بين الدول ينبغي أن تعتمد على المصالح والمنافع المشتركة بين الشعوب التي تؤدي إلى العيش والفوز المشترك وبناء الثقة والصداقات بين الشعوب…
فشكرا جزيلا معالي الوزير على هذا الموقف النبيل تجاه القضية الفلسطينية، شكرا على هذه الرؤية الإستشرافية العميقة والجريئة والشجاعة في فهم واقع وطبيعة الصراع في الشرق الأوسط والعالم، شكرا على إبداعكم الذي تجليتم به في عرضكم لفلسفة الفكر العماني في نظرتها الموضوعية مع الأشقاء والأصدقاء في الدول العربية والدول الصديقة وغيرها في العالم، فقد أحسنتم.. وكان حديثكم منسجما تماما مع الدبلوماسية العمانية الواقعية التي تعتمد على المصداقية التي تتمتع بها سلطنة عمان سلطانا وحكومة وشعبا، فكنتم دائما وسطاء نزيهون في الصراعات التي تجري في المنطقة وتبحثون دائما عن السلام بين الأخوة والجيران، والشواهد كثيرة على ذلك سواء في الصراع في اليمن أو الصراع بين إيران والولايات المتحدة، وغيرها من الاتفاقات التي تمت بين الدول وكان لكم تدخلا ايجابيا فيها ..فنلتم معاليكم الثقة والتقدير والاحترام من الدول على المستويين الإقليمي والدولي …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى