عمان 2040 .. رؤية ثاقبة وإنجازات تتوالى
جاء التقرير السنوي الثالث لوحدة متابعة تنفيذ “رؤية عمان 2040″ مستعرضا للمنجزات التي تحققت خلال ثلاث سنوات مضت على بدء الخطوات التنفيذية للرؤية ومؤشرا لنقلة نوعية على طريق ما نطمح به جميعا لعماننا الحبيبة في إنجاز محركه الأساسي الإرادة السياسية النابعة من الحرص السامي من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على الارتقاء بعماننا الحبيبة إلى علياء المجد وأيضا الكفاءة التنفيذية التي تجلت من مختلف القطاعات وتفانيها في تنفيذ التوجيهات السامية من لدن القائد المفدى.
فـ”رؤية عمان 2040” والتي تمثل خريطة طريق استراتيجية لمستقبل سلطنة عمان، تضع في مقدمة أولوياتها أن يكون اقتصادنا اقتصاد تنافسي مرتبط بالاقتصاد العالمي واقتصاد متنوع ومستدام يقوم على الابتكار والمعرفة، مع تعزيز جودة الحياة لكل من هو على هذه الأرض الطيبة, ليأتي التقرير السنوي الثالث لوحدة متابعة تنفيذ “عمان 2040” مستعرضا عددا من المنجزات حيث ارتقت سلطنة عمان 39 مرتبة في مؤشر الحرية الاقتصادية لتحل في المركز 56 عالميًا بعد أن كانت في المرتبة 95. كذلك، حققت المركز 11 عالميًا في مؤشر ريادة الأعمال، بزيادة قدرها 27 درجة مقارنة بالعام السابق. على الصعيد البيئي، انتقلت سلطنة عمان إلى المرتبة 50 عالميًا في مؤشر الأداء البيئي بعدما كانت في المركز 149، بالإضافة إلى مؤشرات وأرقام أخرى مطمئنة ومبشرة..
وإذا كان تحسّن الأداء الاقتصادي والمالي للحكومة قد انعكس في قدرتها على خفض المديونية وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتحسّن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان من قبل وكالات التصنيف الائتماني بشكل لافت للمراقبين والخبراء الاقتصاديين والماليين العالميين، فإن استمرارية الجهود لتحقيق الإدارة الرشيدة في إدارة هذا الملف الحيوي تراعي عدم الإخلال بمسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا سيما في مجال الخدمات العامة التي تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر
وفي هذا الصدد تمضي الرؤية في تحقيق المزيد من المكتسبات في أولوية “التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية” عبر تحسين جودة التعليم المدرسي والعالي ورفع مستوى المخرجات؛ لتطوير النظام التعليمي بجميع مستوياته لإعداد خريجين بمهارات تنافسية تلبي متطلبات سوق العمل وبناء اقتصاد معرفي.
كذلك تمضي الرؤية قدما في تطوير نظام صحي عالمي يتسم باللامركزية والجودة والشفافية والمساءلة، مع تعزيز البحث العلمي والابتكار الصحي، وتوفير خدمات وقائية وعلاجية عالية الجودة لبناء مجتمع صحي مستدام، مع دخول سلطنة عمان معترك التصنيع الدوائي بـ15 مصنعًا قائمًا للأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الخام، وحصول 17 مصنعًا على الموافقة المبدئية.
ويمضي ذلك جنبا إلى جنب مع أولوية “الرفاه والحماية الاجتماعية” عبر بناء شبكة أمان اجتماعية فاعلة ومستدامة مع التركيز على تمكين المرأة والطفل والشباب وذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجًا وتوفير حماية اجتماعية متكاملة وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني مع تأطير كل هذا المنجز بهويتنا الوطنية من خلال أولوية “المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية” والتي تعمل الرؤية من خلالها على تعزيز المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية لتحقيق مجتمع يعتز بهويته وثقافته ويلتزم بمواطنته، مع الحفاظ على التراث الثقافي والانفتاح على العصر الحديث.
ولا شك أن كل ذلك يصب في صالح هذا الجيل الذي يتنعم بمنجزات النهضة المتجددة وكذلك الأجيال القادمة بانعكاسات إيجابية تشمل جودة الحياة وتوافر الخدمات وفرص العمل.
في الختام، يمثل النجاح الذي تحقق من خلال “رؤية عمان 2040” شهادة على الجهود الوطنية المستمرة لتطوير سلطنة عمان وجعلها في مصاف الدول المتقدمة على مختلف الأصعدة. فتقدم عمان في المؤشرات العالمية، وتطور بنيتها الاقتصادية والتعليمية، يعكس الالتزام القوي بتنفيذ أهداف الرؤية بدقة وكفاءة. ومع استمرار تلك الجهود، تظل عمان على المسار الصحيح لبناء مستقبل مزدهر ومستدام لأجيالها القادمة، مع تعزيز دورها في الريادة الإقليمية والعالمية وفي مختلف المجالات.