خاطرة في الوظيفة بين التكليف والنفوذ
وهج الخليج – بقلم مسلم بن احمد العوائد
إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذاً أو سُلطة.
هذه الكلمات تعد من اصدق النظريات القيادية والادارية في بناء الدولة الوطنية، خاصة انها من قائد وزعيم عربي خبر الحياة والسياسة بتفاصيلها -جلالة السلطان قابوس رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى – فالموظف كبيرا كان او صغيرا عندما يتوشح بالسلطة ويتشرب نشوتها، فقد وقع في شباك عبودية الوظيفة والسلطة والمال والاعلام، يقبع خلف البرج العاجي ويعلن عن خطط ومستهدفات وانجازات بمصطلحات رنانة مطاطة، و ان ساعات الدوام الرسمي لا تكفيه لإنجاز المعاملات بسبب اللجان والاجتماعات والمناسبات الليلية والنهارية… الخ.
ولكن : ” ليس الخَبَرُ كالمُعايَنةِ”.
هذا قبل..
اما بعد..
اكتسبت جمهورية رواندا شهرتها عند اندلاع الحرب الاهلية و “الابادة الجماعية ” فى العام 1994م، التي راح ضحيتها حوالى مليون شخص، فى خلال اشهر فقط. ثم زادت هذه الشهرة بعد ان خرجت من عالم الدماء الى عالم الفضاء. حيث صُنفت كسابع دولة على مستوى العالم فى النمو الاقتصادى، واطلقت قمرا صناعيا عام 2019م، لتوفير الإنترنت مجاناً للجهات التعليمية وبعض المرافق الخدمية الأخرى.
رواندا خرجت من حرب اهلية، فقيرة ومشتتة امنيا واجتماعيا وسياسيا، لاتملك الموارد الطبيعية كالنفط والغاز والمعادن، وبالرغم من ذلك تجاوزت دول غنية بموارها الطبيعية والبشرية وتاريخ لالاف السنين، ووصلت الفضاء وحققت مستهدفات النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وفي قطاع السياحة البيئية، سبقت كثير من دول العالم في استراتيجية الحياد الصفري من حيث زيادة المساحات الخضراء و الاشجار المحلية ومنع السيارات والافراد من العبث بها، مع اضافة مسارات للسير في احضان الطبيعة.
كيف حققت ذلك؟
الجواب:
الحزم في اختيار القيادات الوطنية، القضاء على الفساد والفاسدين في اسرع وقت وبدون تأخير، تطبيق القانون على الجميع، وإعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والفئوية والمناطقية، وجودة التعليم بكل ابعاده، الملتقيات الصيفية للصغار والشباب، والبحث العلمي، ودعم المواهب العلمية.
ختاما..
جاء في خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه: “…. والنزاهة التي لا بد أن تسود كافة قطاعات العمل وأن تكون أساسا ثابتا راسخا لكل ما نقوم به…”.
اطيعوا الله ورسوله وولي الامر، حاربوا الفساد واهله دون تأخير او مجاملة للمكانة الاجتماعية او الرسمية، اختاروا الافضل فالوطن امانة، حافظوا على الدولة الوطنية فإنها الملاذ بعد الله.
جيل اليوم واعي جدا ومتابع جدا، فلا يمكن ان تنطلي عليه خداع المصطلحات والمستهدفات والتقارير الاعلامية واللجان والندوات.
قال تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين }