بعد إنقلاب “ناقلة الدقم” .. إليك أبرز 10 حوادث تسرب نفطي في البحار
وهج الخليج – مسقط
تعد حوادث التسرب النفطي في البحار والمحيطات من أخطر الكوارث التي تضر البيئة والحياة البحرية، فبسبب وقوع مثل هذه الحوادث أصبحت مياه المحيطات ملوثة بالهيدروكربون النفطي السائل، والذي تسبب وسيتسبب في أضرار بيئية لعقود قادمة.
وقد تلقى مركز الطوارئ البيئية التابع لهيئة البيئة العمانية مطلع الأسبوع بلاغا عن غرق سفينة تحمل مشتقات نفطية على بعد 25 ميلاً بحريا جنوب شرق رأس مدركة بولاية الدقم، وعليه قام المركز فورا بعقد اجتماع طارئ بالتنسيق مع الجهات العسكرية والمدنية ذات العلاقة. وتم الافادة بأن السفينة في وضع حرج، وحتى الآن لم تتسرب منها أي مواد، مع العلم بأن الظروف الجوية غير مواتية للتعامل معها في هذا الوضع، وفي التقييم الأولي أفاد المختصون بأنه من المحتمل حدوث تسرب بفعل العوامل الطبيعية ومن المتوقع أيضا تشتت المواد المتسربة قبل وصولها إلى السواحل العمانية.
ومن بين الأضرار البيئية التي تتسبب بها التسربات النفطية، نفوق الأسماك والثدييات البحرية والطيور، وإتلاف الشواطئ.
وفي حين تحظى حوادث التسرب النفطي الكبيرة بالاهتمام الأكبر، إلا أن هناك العديد من حوادث التسرب النفطي الصغيرة التي تحدث بانتظام والتي تستغرق عمليات تنظيف النفط المتسرب منها شهرًا، من أجل إعادة المناطق المحيطة بالحادث إلى طبيعتها.
وشهد العالم العديد من حوادث التسرب النفطي الكبيرة، ونستعرض في هذا التقرير أكبر وأسوأ هذه الحوادث.
١- “أوديسي”
كانت ناقلة النفط الليبيرية “أوديسي” تحمل نحو 43 مليون جالون من النفط، حين وقع انفجار بها أدى إلى غرقها قبالة ساحل كندا في نوفمبر 1988، مما تسبب في تسرب حمولتها من النفط في المحيط الأطلسي. كما أسفر الحادث عن مقتل جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 27 شخصًا.
٢- “إم تي هيفن”
كانت ناقلة النفط الضخمة “إم تي هيفن” تحمل نحو 144 ألف طن من النفط الخام، حين انفجرت قبالة ساحل جنوة في إيطاليا عام 1991، مما تسبب في غرق السفينة، ومقتل ستة أشخاص كانوا على متنها، وتسرب 45 مليون جالون من النفط في مياه البحر المتوسط. وقد ظل تأثير هذا التسرب النفطي ممتدًا على مدى 12 عامًا بعد الحادثة.
٣- “أموكوكاديز”
تسببت عاصفة في غرق ناقلة النفط “أموكوكاديز” قبالة سواحل بريتاني في فرنسا، وتسربت شحنتها التي كانت تبلغ 246 ألف طن من النفط الخام الخفيف في القنال الإنجليزي. وقد امتد التسرب النفطي الناجم عن هذه الحادثة على مساحة بلغت نحو 29 كيلومترًا، وعانى 76 شاطئًا آثار التسرب النفطي.
٤- “كاستيلو دي بيلفر”
اشتعلت النيران في الناقلة الإسبانية “كاستيلو دي بيلفر” في شهر أغسطس عام 1983، وذلك عندما كانت في طريقها إلى إسبانيا من الخليج العربي، وقد وقع الحادث على بعد نحو 113 كيلومترًا شمال غرب كيب تاون في جنوب إفريقيا.
وكانت هذه الناقلة تحمل 250 ألف طن (نحو 79 مليون جالون) من النفط الخام الخفيف، وقد انقسمت إلى نصفين، وغرقت مؤخرة السفينة بحمولة بلغت 110 آلاف طن من النفط.
٥- “آي بي تي سمر”
في 28 مايو عام 1991 انفجرت ناقلة النفط “آي بي تي سمر” على بعد يبلغ نحو 1127 كيلومترًا قبالة ساحل أنجولا، مما تسبب في اشتعال النيران بالناقلة، وتسرب 51 مليون جالون من النفط في البحر. وقد امتد التسرب النفطي الناتج عن هذه الحادثة على مساحة بلغت نحو 207 كيلومترات مربعة، وأسفر الحادث عن مقتل خمسة أفراد من طاقم السفينة البالغ عددهم 32 شخصًا، وظلت النيران مشتعلة في السفينة لمدة ثلاثة أيام حتى غرقت في النهاية.
٦- منصة حقل نوروز النفطي
اصطدمت ناقلة نفط بمنصة حقل نوروز النفطي في الخليج العربي أثناء الحرب العراقية الإيرانية عام 1983، مما تسبب في تسرب نحو 80 مليون جالون نفط في مياه الخليج العربي على مدار سبعة أشهر بعد وقوع الحادث، كما أسفر الحادث عن مقتل 11 شخصًا.
٧- “أتلانتيك إمبريس”
في شهر يوليو عام 1979 تصادمت ناقلتا النفط “أتلانتيك إمبريس” و”أيجيان كابتن” في البحر الكاريبي أثناء عاصفة استوائية، مما تسبب في اشتعال النيران بهما وتسرب النفط منهما، ونتج عن هذا الحادث تسرب نفطي في البحر قُدر بنحو 88.3 مليون جالون من النفط الخام، وقد أودى الحادث أيضًا بحياة 26 شخصًا من أفراد طاقم سفينة “أتلانتيك إمبريس” بسبب وقوع انفجارات بها في وقت لاحق.
٨- بئر “Ixtoc 1”
شهد خليج كامبيتشي في خليج المكسيك في شهر يونيو عام 1979 انهيار بئر النفط “Ixtoc 1” التي تديرها شركة البترول المكسيكية “بيميكس”، وقد نتج عن هذا الحادث تسرب نفطي في البحر يُقدر بـ 140 مليون جالون نفط على مدار عشرة أشهر. وقد امتد التسرب النفطي على مساحة بلغت نحو 2849 كيلومترا مربعا، ومن أجل الحد من تأثير الحادث على السلاحف البحرية، تم نقل آلاف السلاحف البحرية الصغيرة إلى جزء أنظف في المحيط.
٩- التسرب النفطي في خليج المكسيك
تعد هذه الحادثة التي وقعت في أبريل عام 2010 أكبر حادثة تسرب نفطي في تاريخ صناعة النفط، وقد وقعت بسبب تسرب غازي نتج عنه انفجار منصة “ديب ووتر هوريزون” التابعة لشركة “بريتش بيتروليوم”، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا يعملون على متن المنصة، كما تسبب الحادث في تسرب نفطي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر، وقد قُدر حجم التسرب النفطي في خليج المكسيك الناجم عن هذه الحادثة بـ 53 ألف برميل يوميًا.
ووفقًا لمركز التنوع البيولوجي فقد أسفر الحادث عن مقتل أكثر من 82 ألف طائر، و25.900 ألف من الثدييات البحرية، و6 آلاف من السلاحف البحرية، وعشرات الآلاف من الأسماك.
١٠- التسرب النفطي في حرب الخليج الثانية
وقعت هذه الكارثة بسبب الحرب، إذ قامت القوات العراقية عند انسحابها من الكويت خلال حرب الخليج عام 1991 بفتح خطوط أنابيب النفط وصمامات آبار النفط، وأشعلت النيران بها لمنع القوات الأمريكية من الهبوط في المنطقة.
وقد بدأت الحرائق بفتح أول بئر في شهر يناير 1991، واستمرت حتى تم إغلاق البئر الأخيرة في شهر أبريل ذلك العام. وبسبب ذلك فقد تسرب نحو 240 مليون جالون نفط في الخليج العربي، ما تسبب في قتل مئات الأسماك والثدييات البحرية.