بأكثر من 80 فدانًا.. توسُّع زراعة قصب السكر بمحافظة الداخلية
وهج الخليج – مسقط
تُولي وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية اهتماماً كبيراً بزراعة وإنتاج وصناعة محصول قصب السكر الأحمر، حيث تحرص الوزارة مع المزارعين والمجتمع على استدامة هذا المنتج لما له من فوائد واستخدامات متنوعة اجتماعية واقتصادية لدى العُمانيين.
وأشارت بيانات التعداد الزراعي الشامل إلى أن محافظة الداخلية استحوذت على معظم حيازات إنتاج قصب السكر بنسبة 55 بالمائة من إجمالي عدد الحيازات بسلطنة عُمان والبالغة 1129 حيازة، والولايات الأكثر زراعة لقصب السكر في المحافظة من حيث الإنتاج هي: ولاية بهلاء، فولاية نزوى، ثم ولاية الحمراء، وولاية منح.
وقال الدكتور عبدالعزيز بن منصور الشنفري مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية: إن قصب السكر يدخل كمادة رئيسة في كثير من أطباق المائدة العُمانية والاستخدامات الشعبية، كما يعد من أهم مكونات صناعة الحلوى العُمانية، ولذا فقد نُفِّذ العديد من البرامج التنموية والإرشادية والخدمية مبكرًا من خلال تطوير زراعة قصب السكر وتحديث معاصره التقليدية وتحسين أساليب التسويق ورعاية القائمين عليه (المزارعين والصنّاع) في محافظة الداخلية خلال السنوات الماضية، وخاصة المشاريع الممولة من صندوق التنمية الزراعية والسمكية ومخصصات التنمية الزراعية والإرشادية.
وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية أن المساحة الإجمالية المزروعة بقصب السكر في ولايات محافظة الداخلية خلال الموسم الزراعي الحالي بلغت أكثر من 80 فدانًا في ظل تنافس بين جدوى زراعة المحاصيل الأخرى على مساحة الأراضي ووفرة المياه والجدوى الاقتصادية التسويقية، وقد تضاعفت المساحات المزروعة خلال مواسم تنفيذ برامج النهوض بمحصول السكر عدة أضعاف المساحة التقليدية، مشيرًا إلى أن ارتفاع المساحة المزروعة في المحصول يعود إلى تطورات زراعة قصب السكر التقليدية في المحافظة مرتبطًا بمتطلبات السوق المحلي على منتج السكر ومشتقاته، فارتفعت بذلك المساحة التقليدية السائدة قديمًا والمتناثرة في قرى وولايات المحافظة.
وأكد مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية أن كمية صافي السكر الأحمر المنتجة لهذا العام بلغت أكثر من 124 طنًّا بقيمة سوقية تتجاوز 315 ألف ريال عُماني، بينما بلغ إنتاج عسل القصب (المسمى بالمولاس أو محليًّا بـ”الزيج”) أكثر من 10600 كيلوغرام قُدرت قيمتها السوقية بأكثر من 21 ألف ريال عُماني، كما أن لمخلفات صناعة السكر قيمًا أخرى تتمثل في: توفير أعلاف للحيوانات، فقد بلغ إنتاج الأعلاف المستخلصة من مخلفات حقول قصب السكر كالأوراق الجافة ومخلفات عصير القصب المطحونة بما يُقدّر بـ 535 طنًّا من العلف الخام، وتُقدّر قيمته السوقية بنحو 53 ألفًا و500 ريال عُماني.
وأشار إلى أن تجارة العُقل الزراعية لقصب السكر (تقطيع قصبة السكر إلى عقل برعمية تستخدم كتقاوٍ زراعية) لها إسهامات إضافية في منظومة القيم المضافة، حيث تبلغ إنتاجية حقول الزراعة المخصصة لإنتاج عقل قصب السكر والتي تستخدم في زراعة الحقول الجديدة حوالي 5ر1مليون عقلة في الموسم، وتقدر قيمتها السوقية بنحو 150 ألف ريال عُماني.
وبيّن أن معظم الإنتاج من السكر الأحمر أو عسل القصب (الزيج) يستخدم كمادة خام تدخل في صناعة الحلوى العُمانية أو الاستخدام المباشر للسكر الأحمر والزيج، كما تجري بعض المعاصر معاملات ما بعد الحصاد بالتغليف والتعليب بأشكال وأحجام وعبوات مختلفة؛ بهدف رفع قيمة المنتج وتعظيم منافسته للمنتجات المستوردة.
وأوضح أنه في ظل ازدياد الطلب على منتجات قصب السكر داخل وخارج محافظة الداخلية فإن عدد المزارعين المهتمين بزراعة وصناعة السكر في ازدياد مستمر، إذ أسهمت البرامج والمشاريع المستدامة لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في النهوض بمحصول قصب السكر وارتفاع عدد المزارعين في هذا المجال من 75 مزارعًا إلى ما يزيد عن 397 مزارعًا، علاوة على زيادة عدد المستفيدين من تزايد زراعة المحصول وصناعته، والتي يعبر عنها كقيم مضافة غير منظورة، خاصة في مهن نقل وتداول وصناعة منتج السكر ومشتقاته والاستفادة من مخلفاته الزراعية، وتعد هذه الجهود مساهمة فاعلة أيضًا في الحفاظ على المحصول من الاندثار في ظل المنافسة الكبيرة للمنتجات السكرية المستوردة من حيث التنوع والأسعار. كما يبرز كذلك نجاح هذه المساعي في ملاحظة ذلك من خلال إقبال المزارعين على هذا النوع من الزراعة وتخصيص مساحات جديدة كل عام، ولعل تطور المساحات المزروعة بهذا المحصول في الأراضي المروية بالأفلاج بمحافظة الداخلية وزيادة عدد المزارعين المهتمين بزراعته هي خير دليل.
كما أوضح مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية أن صناعة السكر الأحمر في سلطنة عُمان تعتمد على الطرق والمعاصر التقليدية والحديثة، التي يصل عددها في محافظة الداخلية إلى 18 معصرة، وتم تحديث وتطوير بعض مراحلها من خلال إدخال الآلات والمعدات والأدوات الحديثة واستخدام بعض المعاملات الحديثة لرفع جودة السكر الأحمر ومشتقات القصب المنتج من هذه المعاصر، فضلًا عن تحديث نظم الزراعة وإدخال نظم الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه.
وذكر أن زراعة قصب السكر تحتاج إلى توفير كميات كبيرة من المياه لا تقل عن 12 ألف متر مكعب للفدان لإنتاج 3 أطنان من السكر تحت الظروف الزراعية التقليدية، ويظل موضوع التوسع في زراعة قصب السكر للاكتفاء أو التصدير محل توفر الموارد، ولهذا فإن الإنتاج الحالي من السكر ومشتقات القصب تستخدم معظم كمياتها محليًّا سواء السكر الأحمر أو عسل القصب (الزيج) وهناك كمية محدودة تُصدّر إلى أسواق الدول المجاورة.
جدير بالذكر أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تقوم بدراسات لطرح أراضٍ بالانتفاع يمكنها أن تستوعب مساحة إضافية لمنتج قصب السكر، نظرًا لأن السكر سلعة أساسية من سلع الأمن الغذائي بسلطنة عُمان، وهو مدرج ضمن الأولويات في إطار الأمن الغذائي المأمول تحقيقه في رؤية “عُمان 2040”.