طوفان الأقصى.. معركة الكرامة والمصير
بقلم: إبراهيم عطا
إن عملية “طوفان الاقصى” ليست مجرد جولة قتال جديدة بين “مستعمرة اسرائيل” الصهيونية والمقاومة الفلسطينية في غزة المحاصرة منذ ١٧ عاما، إنما هي معركة الحسم الأكبر في كل حروب تحرير فلسطين المحتلة.
العملية التاريخية العظيمة الذي قامت بها المقاومة والتي جسدت اختراقا نوعيا ناجحا مقابل سقوط مدوي فادح لكيان الاحتلال، شكلت انجازا غير مسبوق وواضح على كل الأصعدة والمفاهيم فحطمت أنف العدو واصابته في الصميم، ولن تغير نتائجها العمليات العسكرية الانتقامية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة ولا تخاذل بعض المطبعين مع عدو الدين والانسانية الذين أدانوا العملية الفلسطينية للتخفيف من وطأة هذه الضربة النوعية التي أذلت المحتلين للأرض الفلسطينية والمنتهكين لعرضهم منذ عشرات السنين، وسوف يبقى درسا على مدى التاريخ وعبرة لكل الأجيال الى أبد الابدين.
نعم يا اخواني، هذه المجابهة ليست كباقي المعارك والحروب السابقة، فإنطلاق عملية “طوفان الاقصى” البطولية يمثل العنوان الأكبر والأبرز لسقوط هذه المستعمرة الصهيونية المسماة “دولة اسرائيل” والمقامة منذ عام ٤٨ على أرض فلسطين التاريخية، ومنعطفا كبيرا وبداية حقيقية للعد التنازلي لتفكيك هذا الكيان الدخيل وعودة المستعمرين الاغراب عن “أرض التين والزيتون” الى بلدانهم الاصلية في أوروبا ومختلف دول العالم الشرقية والغربية، حتى نتمكن نحن أصحاب الأرض الحقيقيين من مغادرة المخيمات الموزعة على بلاد اللجوء والشتات والعودة الى فلسطيننا الحبيبة، أرض المهد وأرض الآباء والاجداد.
لقد إنطلقت عملية “طوفان الاقصى” معلنة ساعة الصفر للمنازلة الكبرى مع أخر احتلال على وجه الأرض ومع المستعمرين المحتلين والمستبيحين لمقدساتنا الاسلامية وكل من يساندهم ويتحالف معهم، وبالتالي فهذه لحظة الحقيقة ومراجعة الذات والسؤال عن دورنا كأفراد وشعوب ومجتمعات وعن مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الحساسة بالذات. فكلنا مدعو الأن للتوقف لدقيقة من أجل المراجعة والتفكير، كعرب وكمسلمين وكأصدقاء محبين لفلسطين، وأن نسال أنفسنا ماذا قدمنا لها في احلك الظروف والاوقات الصعبة، وبماذا ساهمنا في معركة تقرير المصير؟، ولنتذكر أننا أمام إختبار صعب وعسير، وبعده لن ينفع أي ندم أو تدبير، لذلك فلننخرط الان ودون تردد أو تفكير ولنشارك إخوة لنا في الميدان يقدمون أرواحهم في معركة الدفاع عن مقدساتنا وعن كرامتنا وعن شرفنا وشرف الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا، وألا نقف مكتوفي الايدي ومتفرجين بانتظار ان يتحقق لنا “النصر المبين”.
فماذا ننتظر إذا كنا قد رأينا كيف تحرك أصدقاء الصهاينة وحلفائهم ومنذ اللحظة الاولى للدفاع عن عصابات الاحتلال، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الإرهابية، الحليف الأكبر للكيان الصهيوني المجرم، وبادروا بالتعاطف والتاييد وتقديم الدعم المعنوي والمادي اللامحدود دون شروط او قيود لعدو الأمة العربية اللدود.
وأخيرا نقول بأصوات عالية ومتعالية أن صفحات التاريخ مفتوحة الأن على مصراعيها لمن يريد أن يسطرها بأعمال بطولية وبمواقف شجاعة وأعمال رجولية تكتب بحروف العزة والكرامة وتمجدها الأجيال العربية القادمة.
هي معركة كرامة ومصير لن تتوقف، فأين موقعنا نحن، هل نبقى متفرجين ونقول نحن نقف على الحياد في معركة الذود عن مسرى النبي وأرض الأباء والاجداد؟