حظر الهند لتصدير الأرز يثير الذعر في أمريكا
وهج الخليج – وكالات
ربما يفاجأ المتسوقون الذين يبحثون عن النوع المفضل لديهم من الأرز الهندي بعدم وجوده على الأرفف، عقب أن دفع إعلان الهند وقف صادرات الأرز المستهلكين حول العالم للتدافع لتخزين هذه السلعة الهندية .
وكانت الحكومة الهندية قد قررت حظر بيع الأرز الأبيض غير البسمتي للخارج، وذلك في إطار جهودها لخفض الأسعار في السوق المحلي، بحسب بيان الحكومة. وكانت مناطق من شمال الهند قد شهدت هطول أمطار موسمية استوائية وفيضانات، مما عرض حقول الأرز للخطر، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لخوض الانتخابات العامة في 2024. وذكرت صحيفة سياتيل تايمز الأمريكية أنه على الرغم من أن الحظر لا يتعلق بصادرات الأرز البسمتي أو المسلوق، فإنه سوف يؤثر على أنواع أخرى من الأرز تشمل سونا ماسوري، المشهور في مطبخ جنوب الهند. كما أن هذا القرار سوف يخفض صادرات الأرز بنسبة 25%، وفقا لما قاله مسؤولون حكوميون. ويشار إلى أن الهند تعد من أكبر منتجي الأرز، الذي يعد سلعة غذائية أساسية في آسيا وفي أنحاء العالم.
وأدت هذه الخطوة لنقص المعروض وارتفاع الأسعار وإثارة الذعر في أنحاء أمريكا الشمالية ، من اونتاريو إلى دالاس. كما شهدت المتاجر الهندية في منطقة سياتل إقبالا كبيرا على الأرز.
وقال كولوانت سينج شاه، أحد مستوردي الأرز الهندي ” هناك ذعر في السوق”، مضيفا” الأمر يشابه ما مررنا به خلال جائحة كورونا: نقص المعروض وأشخاص يقبلون على شراء الأرز بكميات كبيرة، مما يؤدي لأرفف فارغة. هذا ما نشهده مع الأرز حاليا”.
يشار إلى أن واشنطن استوردت أرزا بقيمة تقدر بنحو 5ر13 مليون دولار خلال عام 2022، أغلبيته تم زراعته في جنوب وجنوب شرق آسيا. ويمثل الأرز الهندي ربع هذا الحجم، مما يجعل الهند ثاني أكبر دولة مصدرة للأرز لواشنطن بعد تايلاند. وتبيع سلاسل متاجر مثل ” كيو اف سي” و” سيف واي” الأرز البسمتي وأرز الياسمين بصورة أساسية، وهي أنواع يمكن الحصول عليها من دول أخرى تنتج الأرز مثل باكستان وتايلاند. مع ذلك، تعتمد المطاعم الهندية والمتاجر المتخصصة على أصناف أخرى غير الأرز البسمتي( وتتضمن نوع سونا ماسوري) من أجل الأطباق التي تقدمها والمبيعات. وقد تضررت تلك المطاعم بصورة خاصة.
ويعد متجر ” ريدموند سواجاث ” الهندي من ضمن المتاجر التي أصبحت خالية تماما من الأرز غير البسمتي. وتقول جاياترا، إحدى العاملات في المتحرو التي رفضت الإفصاح عن اسمها الأخير، إن الزبائن ” اجتاحوا الأرفف” بعد أيام قليلة من فرض الحظر. وتقول جاياتر” كل يوم، يسأل الزبائن متى سوف تأتي الشحنة المقبلة من الأرز”، مضيفة ” وأقول لهم ليس لدينا معلومات”.
ولم توضح الحكومة الهندية متى سوف ينتهى الحظر.
واضطر متجر” برايد اوف انديا” للأطعمة الهندية في منطقة ساوث ليك يونيون لتقييد مبيعات الأرز بكيسين فقط يوميا لكل زبون من أجل منع وقوع مستويات مماثلة ” للشراء بدافع الذعر”. ويقول مالك المتجر جاسويندر سينج” لدينا منتجات أرز لا تحظي بشعبية بدأت تتلاشي من الأرفف” وأضاف” الزبائن يقومون بشرائها كإجراء احترازي”.
وأضاف سينج أنه ما يزال لدى المتجر منتجات من الأرز البسمتي وأنواع الأرز الأخرى. مع ذلك، فإن مخزون أرز سونا ماسوري، وهو نوع الأرز الشهير الأرخص والأكثر اعتياديا يقترب من النفاد. وحاول سينج تخزين احتياطي من الأرز الأسبوع الماضي، بعد إعلان الحظر على الفور. ولقد تم إخباره أن الأرز نفد لدى مورديه بالفعل. و وأضاف سينج أنه أصبح لدى المتجر الآن بضعة أكياس أرز، ما يكفي ليوم أو اثنين. وأشار إلى أنه لا توجد توقعات بوصول شحنة أخرى.
ويواجه تجار الجملة صعوبات مماثلة لشراء الأرز غير البسمتي. وقد تمكنت شركة ” شاه للتوزيع” ومقرها كاليفورنيا من تخزين إمدادات أرز تكفي لمدة شهرين، قبل بدء سريان الحظر، ولكن في ظل زيادة الطلب، من غير الواضح إلى متى سوف تكفي الإمدادات.
وفاقم غموض الوضع من الذعر بين المستهلكين. وقال ” المستهلكون لا يعلمون متى سوف تأتي شحنات أخرى من أرز سونا ماسوري، لذلك يقومون بالشراء بكميات كبيرة”. وأشار سينج شاه إلى أن نقص الأرز فاقمه تأخيرات في الموانئ، ترجع إلى فحوصات الجمارك من جانب إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية ووكالات أخرى.
وحتى في ظل استمرار تدفق الأرز البسمتي إلى سوق أمريكا الشمالية، قال سينج إن المستهلكين يجب أن يتوقعوا ارتفاع أسعار الأرز البسمتي قريبا أيضا.
وقال” يتزايد الطلب على الأرز البسمتي” مضيفا” إذا لم يستطع المستهلك الحصول على أرز سونا ماسوري، سوف يشتري الأرز البسمتي. لذلك بالنسبة لجميع الأنواع، لدينا الكثير من المستهلكين الذين يشترون بكميات كبيرة”.