مظاهر استعداد محافظات سلطنة عُمان لعيد الأضحى المبارك
وهج الخليج – مسقط
تحتفل سلطنة عُمان غدًا بأول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1444هـ، ومنذ الصباح الباكر تبدأ مظاهر فرحة العيد حاضرة في مشهد تتنوع فيه صورها ووقائعها في كل ربوع محافظات سلطنة عُمان.
وتتجلّى فرحة استقبال مناسبة عيد الأضحى المبارك من خلال الاستعداد المبكر لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني والتبريكات والتقرب إلى الله تعالى بأضحية مباركة.
ففي محافظة مسقط، تبرز ملامح العيد بسمات متفردة ترسم على وجوه الأهالي وهم يستعدون مبكرًا للاحتفال، حيث تمتاز المحافظة بأسواقها الشعبية التاريخية مثل سوق مطرح وسوق السيب اللذين يتميزان بتنوع البضائع التقليدية والحركة الشرائية الكبيرة خلال فترة أيام العيد للتزود بمستلزمات العيد خاصة شراء الحلوى العُمانية والأزياء الخاصة بالرجال والنساء.
كما يدلّ مشهد /الهبطات/ التي تقام عادة في المحافظة قبيل العيد بثلاثة أيام، وتستقطب الباعة والحرفيين لعرض المواشي والأغنام، وبعض من منتوجات سعف النخيل، إلى جانب حضور الأطفال للتبضع في تلك الهبطات وهم يتزينون بالأزياء العُمانية التقليدية لشراء الألعاب والحلويات والمكسرات.
وتعدّ وجبة العرسية العُمانية التي تحضر في اليوم الأول قبل الذهاب إلى المصلّى لأداء صلاة العيد من أبرز الوجبات الرئيسة في المجالس العامة والمنازل التي تتناول بعد تبادل تهاني العيد، فيما تُخصَّص فعاليات الاحتفال بالعيد في اليوم الثاني، وتتضمن تبادل الزيارات والخروج إلى أماكن الترفيهية.
وتنفرد محافظة مسندم بفنونها الشعبية التي يتميز بها أهالي المحافظة وتعبّر عن الفرح والبهجة في المناسبات الاجتماعية والوطنية، أبرزها: فن الندبة وهو عبارة عن نداء خاص يؤدّى في جماعة، حيث يجتمع الرجال أو ما يُطلق عليهم (الرديدة) حول (الندّاب) الذي يتميز بصوته القوي ويرددون أصواتًا محددة، كما أنَّ فن الرواح الذي تعود تسميته باعتباره فنًّا من فنون الترويح عن النفس يمارسه سكّان الجبال في محافظة مسندم ويعتمد على قرع الطبول التي تصنع من أشجار السدر، وتختلف المسميات لهذا الفن باختلاف التوقيت، فالرواح يؤدّى في الصباح أما في فترات الظهر والعصر والمساء فيطلق عليه (السيرح أو السارح، والصادر أو الصادري، والسيريه أو الساري).
وتتعدّد الفنون التقليدية في المحافظة باختلاف العادات في الفنون الشعبية التقليدية التي ما زالت تتوارث إلى يومنا هذا، منها: فن الرزفة، والسحبة، والعازي.
وفي محافظة الداخلية، للهبطات حضور نوعي ومميز، وتعدّ من العادات الاجتماعية التقليدية ذات الطابع التقليدي القديم، وموردًا اقتصاديًّا وجذبًا سياحيًّا، وتشكل حالة اجتماعية تقام قبل عيد الأضحى المبارك، وتنشط فيها الحركة التجارية، وتشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين للتسوق استعدادًا للعيد لشراء الأضاحي من المواشي والأغنام والمستلزمات والكماليات الأخرى.
ولمحافظتي جنوب وشمال الباطنة نصيبٌ من الاحتفال بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث تعدّ المجالس العامة في القرى وتسمّى بـ/السبلة/ مكانًا للتجمع؛ يتبادل الأهالي فيها التهاني والتبريكات في جو أسري تسوده الفرحة والمحبة والتعاون فيما بينهم، وهي من العادات التي يتمسكون بها؛ لتبقى راسخة جيلًا بعد جيل تسوده روح التآلف والتواصل بين أفراد المجتمع لتناول القهوة والوجبات الشعبية منها المقلي “التقلية” مع الخبز المحلي والعسل العُماني، والعرسية والقبولي والبرياني والهريس، بالإضافة إلى القهوة العُمانية والفواكه والخضراوات والحلوى العُمانية.
وتتنوّع مظاهر الفرحة في استقبال العيد في المحافظة بإقامة العديد من الفنون الشعبية منها العزوة والرزحة العُمانية، ومسابقات ركوب الجمال، وفعاليات مخصصة للأسر المنتجة والحرفيات لبيع منتجاتها وتسويقها، وألعاب للأطفال.
وتستعدُّ محافظة الظاهرة لعيد الأضحى المبارك بانتعاش الحركة الشرائية في الأسواق، والتسابق لشراء احتياجات ومستلزمات الشواء من البهارات التقليدية والتوابل والسعفيات التي تسمّى محليّا (الخصف)، وتستخدم في إعداد لحم الشواء.
ويتم إعداد لحم الشواء الذي يتم تحضيره في التنور، ويكون عادةً بشكلٍ جماعيٍّ بالتشارك بين أبناء الحيِّ في قرى المحافظة؛ مما يجعل هذه العادة ذات طابع تشاركي، كما يتم شراء أعواد المشاكيك المصنوعة محليًّا من سعف النخيل، والحفاظ على الأعواد خضراء ورطبة، فيما تشارك النساء في تحضير حلويات العيد المنزلية والأكلات الشعبية منها وجبة الهريس والعصيدة والخبيصة.
وتستقبل محافظة الوسطى استعداداتها لعيد الأضحى المبارك ومنذ الأيام الأولى من شهر ذي الحجة في شراء الأضاحي من مختلف الأسواق المنتشرة في ولايات المحافظة من بينها: سوق /ظهر الشعبي/ في ولاية الدقم، وسوق /السبت/ في ولاية الجازر، إلى جانب التحضير للمأكولات الشعبية بكافة أنواعها وشراء الألعاب الخاصة بالأطفال.
وفي صباح أول يوم العيد، يقوم الأهالي بتجهيز وجبة العرسية والتوجه إلى مصلى العيد؛ لأداء شعيرة الصلاة، بعدها يقوم الأهالي بالسلام وتبادل التهاني وتناول الوجبات العُمانية وتقديم الحلوى العُمانية والقهوة تحت مسمى المجافن، وتستمر ثلاثة أيام يتخللها بعض الزيارات إلى الأقارب والأصدقاء مع الاحتفاء بإقامة بعض الفنون الشعبية.
وتشهد محافظة البريمي قُبيل عيد الأضحى المبارك توافد الكثير من أبناء محافظات سلطنة عُمان إلى أسواقها المتنوعة، نظرًا لما تتميز به من وفرة في الخيارات المتنوعة، بالإضافة إلى الأسعار التنافسية.
وتُعدُّ سوق الخضراوات والفواكه، وسوق المنتجات الموسمية، ومحالِّ الخياطة الرجالية والنسائية من أبرز وجهات الزائرين للولاية منذ الصباح الباكر، حتى ساعات متأخرة من الليل.
ويُعدُّ بازار البريمي من الفعاليات التي أصبحت مُعتادة في الولاية قبيل فترة العيد، وفيها تتعدد الخيارات التي تبحث عنها المرأة العُمانية في مثل هذه المناسبات سواءً من الملابس أو العطور أو الكماليات المختلفة، حيث يعد منفذًا تسويقيًّا للأسر المنتجة يوفر مختلف مستلزمات المرأة في فترة العيد.
وتستقبل محافظة ظفار كمثيلاتها من المحافظات في سلطنة عُمان عيد الأضحى المبارك بفرحة كبيرة لأهالي وأبناء المحافظة وفرصة لتعزيز التواصل الاجتماعي.
ويحرص أهالي المحافظة على شراء احتياجات العيد مبكرًا، وتشمل المأكولات التقليدية كالحلوى العُمانية والقهوة والخبز المحلي /القالب/، بالإضافة إلى تجهيز مستلزمات الوجبات المحلية مثل: /المعجين والهريس والمضبي/ التي تُطبخ من لحوم الأضاحي.
وعقب أداء صلاة عيد الأضحى المبارك، يصطف المصلون في المساجد أو مصليات العيد لتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة، ومن ثم يقومون بزيارات لبيوت الأقارب للسلام والتهنئة بالعيد قبيل ذبح الأضاحي تقربا إلى الله عزَّ وجلَّ، واقتداءً بالسنة النبوية الشريفة.
وبعد الانتهاء من ذبح الأضاحي، تجتمع الأسر حول ولائم الغداء المعدّة من لحوم الأضاحي لتتوالى الموائد الزاخرة بأصناف المأكولات المحلية منذ اليوم الأول وحتى انتهاء أيام التشريق مع تبادل الزيارات والحرص على صلة الأرحام والتواصل مع الأصدقاء والجيران.
ويحرص أهالي ولايات محافظتي شمال وجنوب الشرقية إعداد وجبة “العرسية والمضبي” في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وبعد عودة الناس من صلاة العيد تلتقي الأسر لتبادل التهاني، وتشترك في تناول الوجبة التي يتم تحضيرها في ليلة العيد، والتي تحضر عادة من لحم الخروف الضأن الصغير مع الأرز، بالإضافة إلى التوابل والسمن البلدي، ثمَّ يتم هرسها من خلال تحريكها حتى يختلط اللحم مع الأرز.
أما وجبة “المضبي” فيتم تجهيزها من خلال تجهيز حفرة المضبي، ويتم بعدها تقطيع لحم الذبيحة إلى أجزاء كبيرة ورقيقة، ثمَّ توضع القطع فوق الحصى التي اكتسبت حرارة عالية فيترك حتى يحمرَّ وينضج من الجهتين.