مركز بحوث النخيل والإنتاج النباتي ينجح في تطوير تقنية تبريد المحلول المغذي للزراعة بدون تربة
وهج الخليج – مسقط
نجح قسم بحوث البستنة بمركز بحوث النخيل والإنتاج التابع للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية في تطوير تقنية تبريد المحلول المغذي للزراعة بدون تربة، والتي تلعب دورًا مهمًّا في تحسين المحاصيل البستانية وزيادة إنتاجيتها.
وقال الدكتور مؤثر بن صالح الرواحي، رئيس قسم بحوث البستنة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إن تقنية تبريد المحلول المغذي للزراعة تهدف إلى زيادة الإنتاجية وجودة المحاصيل، إضافة إلى دراسة تأثير درجة حرارة المحلول المغذي على مستوى أكسجين المحلول وتأثيره على نمو الجذور والنباتات وإنتاجيتها وجودتها والتخلص من الأمراض الفطرية.
وأضاف أن تطوير تقنية تبريد المحلول المغذي جاء نظرًا للارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة خلال فصل الصيف والتي بدورها تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحلول المغذي، حيث تصل إلى ما بين 32 -35 درجة مئوية، مما ينتج عنه تقليل امتصاص العناصر الغذائية من قبل جذور النبات، وتتسبب في قلة إنتاجيته.
وبيَّن أن ارتفاع درجة حرارة منطقة الجذور لمحصول الخيار لأكثر من 30 درجة مئوية يؤثر في معظم العمليات الفيزيائية والكيميائية والحيوية التي يقوم بها النبات، ويصبح غير قادر على امتصاص الماء والعناصر الغذائية بصورة جيدة ومعتادة، مشيرًا إلى أنه قد بلغ عدد المزارعين الذين قاموا بتطبيق هذه التقنية أكثر من /6 مزارعين/ خلال السنوات من 2019 إلى 2022م.
ويعد تبريد منطقة الجذور مهمًّا، حيث تتأثر كمية الكلوروفيل التي تشكلت في النباتات بقوة بالعوامل البيئية بما في ذلك التغيرات في درجات الحرارة، حيث إن درجات الحرارة المثلى تعزز من زيادة الكربوهيدرات وعمليات التمثيل الضوئي مما يؤدي إلى زيادة الكلوروفيل في الأوراق.
وأفاد الرواحي بأنه يمكن استخدام تقنية تبريد المحلول المغذي لمحاصيل أخرى غير الخيار مثل الطماطم والفلفل وغيرها من المحاصيل التي تزرع بدون تربة، وقد تم أخيرًا استخدام هذه التقنية على محصول الفلفل.
من جانبه قال المزارع سالم العيسائي من محافظة شمال الباطنة إنه قام بتطبيق نظام تبريد المحلول المغذي في محصول الخيار التي يتم إنتاجه بالزراعة المائية في البيوت المحمية.
وأضاف أن محصول الخيار خلال فترة الصيف قد تأثر كثيرا بسبب حرارة الجذور، ما يؤدي إلى إصابته بأمراض فطرية، والتي بدورها تؤدي إلى موت النباتات، ويكون الإنتاج ضئيلًا، وأردف قائلًا: “لقد قمت بتطبيق نظام تبريد المحلول المغذي الذي يتكون من مبرد وضاغط وجهاز التحكم في درجة الحرارة وأجهزة استشعار لدرجة الحرارة الرقمية، وقد لاحظت نتائج إيجابية وفرق في كمية الإنتاج وجودة المحصول”.
وأشار إلى أن كمية الإنتاج قبل نظام التبريد كانت تتراوح من 4 إلى 5 أطنان للبيت المحمي، وبعد استخدام نظام التبريد بلغت 5.5 إلى 6 أطنان للبيت المحمي.
يذكر أنَّ الجهود مستمرة من قبل الباحثين بقسم بحوث البستنة بالمديرية من أجل تطوير تقنيات الزراعة بدون تربة في سلطنة عُمان، ويجري العمل باستمرار إلى نقل التقنية لعدد أكبر من المزارعين في مختلف المحافظات خلال السنوات القادمة.