في اليوم 35 من الحرب.. تغييرات على رأس الجيش والدولة في السودان
وهج الخليج – وكالات
بعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الجمعة إقالة نائبه الذي أصبح عدوه اللدود محمد حمدان دقلو وأحاط نفسه بمقربين اليه على رأس الجيش والدولة.
ولليوم الخامس والثلاثين على التوالي، تدور معارك عنيفة في الخرطوم وفي اقليم دارفور عند الحدود مع تشاد حيث يشارك مقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون في المعارك. وأوقعت الاشتباكات في نيالا، عاصمة ولاية شمال دارفور، 18 قتيلا الخميس. في أم درمان الضاحية الغربية للخرطوم، أفاد سكان بوقوع قصف بالطيران إضافة الى اشتباكات. وفيما يبدو أن المفاوضات من أجل هدنة إنسانية لا تحقق أي نتائج، حصلت تغييرات على رأس الدولة والجيش.
وأعلن الفريق أول البرهان أنه أصدر “مرسوما دستوريا باعفاء “قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو من منصبه كنائب لرئيس مجلس السيادة” (أعلى سلطة سياسية حاليا في البلاد) وقرر تعيين مالك عقار في ذلك المنصب. كذلك، أعلنت قيادة أركان الجيش السوداني من جهتها تعيين الفريق أول شمس الدين كباشي في منصب القائد العام للقوات المسلحة والفريق أول ركن عبد الرحمن حسن العطا والفريق ابراهيم جابر ابراهيم كريمة مساعدين للقائد العام للجيش.
وشُكل مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين في أغسطس 2019 عقب اطاحة عمر البشير وأوكلت اليه مهمة قيادة السودان خلال مرحلة انتقالية تقود الى تحول ديموقراطي وتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة. غير أن البرهان الذي ترأسه ودقلو نائبه في المجلس قاما معا بانقلاب لازاحة المدنيين من السلطة.
بعد أقل من عام واحد، وصف دقلو الانقلاب بأنه “فاشل” وبدأ التوتر في التصاعد بين الرجلين.
مالك عقار، الذي يحل محل دقلو نائبا لمجلس السيادة، هو رئيس لحركة تحرير السودان-الشمال ويتحدر من ولاية النيل الأزرق، عند الحدود مع اثيوبيا، التي كان حاكما لها. في عام 2020، وقع عقار وقادة حركات تمرد اتفاق سلام مع الخرطوم وهو عضو في مجلس السيادة منذ فبراير 2021. شكلت حركة تحرير السودان-الشمال في العام 2011 من أعضاء حركة التمرد الدنوبية الذين فضلوا البقاء في السودان بعد انفصال الجنوب. إلا أنها انقسمت الى جناحين في العام 2017 أحدهما يدعو الى دولة علمانية قبل توقيع اتفاق السلام والآخر بقيادة عقار وافق على التوقيع.
ويرى مراقبون أن صعوده الى هذا المنصب لن يؤثر على الوضع العسكري للجنرالين المتحاربين.
ويرى خبراء أن كلا من الجنرالين يعتقد أنه قادر على حسم المعركة عسكريا ولكنهما الآن متعادلان ويراهن كلاهما على حرب طويلة وليس على تسوية عبر طاولة المفاوضات. وأكد موفد الفريق أول البرهان الى القمة العربية في جدة دفع الله الحاج الجمعة أن “القوات المسلحة قادرة على هزيمة التمرد فلا مجال لتشكيك فيها”. وكان النزاع في قلب محادثات القادة والملوك العرب خلال القمة العربية في السعودية وقد حثوا الجنرالين المتحاربين في السودان إلى وقف القتال وأعربوا عن دعمهم لمحادثات تجري في جدة بين طرفي الحرب في السودان.
وثمة مبادرات وساطة أخرى يقودها جنوب السودان والهيئة الحكومية الدولية المغنية بالتنمية (إيغاد). لكنها مم تثمر حتى الآن. وقد احتج السودان على زيارة قام بها مبعوث لدقلو إلى جوبا حيث أجرى محادثات مع الرئيس سلفا كير وممثلين عن إيغاد. في المقابل دافع جنوب السودان عن وساطته وأكد “دوره غير المنحاز” لوضع حد للنزاع في السودان. ورفعت الأمم المتحدة التي تحصي أكثر من مليون نازح سوداني جراء النزاع الأخير هم 843 ألفا نزحوا داخل السودان و250 خارجه، قيمة الأموال التي تحتاجها لمساعدة السودان مؤكدة أنها تسعى لجمع 2,6 مليار يورو.