وزارة التراث والسياحة تعقد مؤتمرًا يظهر نتائج برنامج البعثات الأثرية 2022-2023م
وهج الخليج – مسقط
عقدت وزارة التراث والسياحة اليوم مؤتمرًا صحفيًّا عن أهم نتائج أعمال برنامج البعثات الأثرية لموسم 2022/ 2023م، حيث شهد هذا الموسم مشاركة 28 بعثة أثرية من اثنتي عشرة دولة.
يهدف المؤتمر إلى التركيز على جهود الوزارة في حماية وإبراز التراث الأثري لسلطنة عُمان ومساعيها في تعظيم الاستفادة من هذه المقومات التراثية وتوظيفها كمنتج سياحي جاذب، بعد أن أظهرت أعمال المسح والتنقيب معلومات مهمة في أكثر من 68 موقعًا أثريًّا تبرز دور سلطنة عُمان الحضاري الذي يرجع إلى العصور الحجرية القديمة.
ووضحت وزارة التراث والسياحة خلال المؤتمر أن المواقع والمقتنيات الأثرية من أبرز الوجهات السياحية التي تثري السياحة في سلطنة عُمان ليتم إبرازها من خلال المتاحف وإقامة مراكز الزوار في المنتزهات الاثرية، كما تسهم مخرجات الحفريات الأثرية في تزويد المتحف الوطني والمتاحف الأخرى التابعة للوزارة بالمقتنيات الأثرية، لتتم المشاركة بها في المعارض والمتاحف المحلية والإقليمية والدولية.
كما تم خلال المؤتمر تقديم عرض مرئي تناول تاريخ البحث الأثري في سلطنة عُمان والمواقع المكتشفة وأهم المكتشفات والبعثات الأثرية وأبرز توجهات الوزارة نحو هذا البرنامج.
وبيّن العرض مجموعة من البعثات الخارجية التي كان لها دور بارز في الكشف عن عدد من المواقع الأثرية موضحًا أن أولى البعثات الأثرية كانت البعثة الدنماركية في عام 1972 التي اكتشفت مقبرة وادي سوق (430 قبرا) وقامت بمسح وتنقيب في موقع بات ومن ثم بعثة جامعة هافارد الأمريكية من 1973 إلى 1976 التي اكتشفت 180 موقعا منها مستوطنة وادي إبراء وبهلا BB-19, BB21 ومسح عرجا في وادي الجزي.
كما قامت البعثة البريطانية في الأعوام 1971 و1973 و1978 باكتشاف 79 موقعا وتنفيذ حفريات في سلوت وسمد الشأن والميسر (تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد) لتضاف إليها البعثة الإيطالية الفرنسية والبعثة الألمانية حيث عملت هذه البعثات على الكشف عن الكثير من المقابر الأثرية الغنية بمقتنياتها الجنائزية وعدد كبير من المستوطنات والمواقع والأبراج الأثرية، والكشف عن مواقع تعدين النحاس يعود تاريخها للألف الثالثة قبل الميلاد (العصر البرونزي – فترة حضارة مجان).
وبيّن العرض المرئي أيضًا، المسوحات الأثرية التي كشفت عن رسومات صخرية لحيوانات وبشر تعكس التجارب والمواقف التي تعرض لها السكان الأوائل قبل الميلاد بالإضافة إلى الكشف عن أدلة توثق التواصل القديم مع بلاد السند وبلاد الرافدين مثل الأختام والأواني من بلاد الرافدين، إضافة إلى عمل مسوحات في محافظة ظفار وأيضا استكمال المسوحات لمواقع العصر الحجري الحديث في الدهاريز ومسح السواحل بين مرباط وحاسك وحفر مجس.
كما أظهر العرض، توثيق العناصر الدفاعية القديمة أبرزها قلعة لزق في سمد الشأن ويبلغ عمرها ما يقارب 3200 سنة وتسجيل أربعة مواقع أثرية في قائمة التراث العالمي، وأن هذه البعثات قد عملت أيضًا في المسح النوعي للنباتات والقواقع ورسم خرائط التضاريس التي بدأت في عام 2021م وتوثيق الرسومات الصخرية من خلال التصوير الفوتوغرافي والتصوير ثلاثي الأبعاد وأخذ ترسبات التربة لدراسة النباتات والقيام بمسح جيوفيزيائي لتتبع المياه.
وذكرت وزارة التراث والسياحة أن موظفي الوزارة والباحثين العمانيين يشاركون في عمليات المسح والتنقيب الأثري التي تنفذها مشيرة إلى أن هذه المشاركات لها دور فعال في صقل مهاراتهم وإكسابهم الخبرات الميدانية والتخصصية في مجال الآثار، والمتمثلة في التنقيب والتوثيق بالأجهزة الحديثة وتحليل ودراسة المقتنيات الأثرية التي يتم الكشف عنها.
جدير بالذكر أن وزارة التراث والسياحة تقوم بطباعة العديد من الإصدارات والكتب المتعلقة بالتراث الأثري أهمها مجلة الدراسات العمانية التي تعنى بنشر المقالات العلمية المحكمة في مجال الآثار بالإضافة إلى إصدار سلسلة التراث الأثري وهي نتاج علماء الآثار العاملين في السلطنة بالإضافة إلى إصدار سلسلة نوافذ على ماضينا تضم مقالات الأعمال الميدانية للبعثات الأثرية.