غدًا.. سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية
وهج الخليج – مسقط
تحتفل سلطنة عُمان مع دول العالم غدًا باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يوافق الـ 26 من إبريل من كُل عام، وتُطلقه المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) للتوعية والتركيز على أهمية حقوق الملكية الفكرية ومجالاتها المختلفة كالعلامات التجارية وبراءات الاختراع والتصاميم الصناعية وحق المؤلف والمؤشرات الجغرافية.
وتحتفل سلطنة عُمان بهذا اليوم كونه أحد مسارات دعم العقول المبتكرة، وتشجيع البحث العلمي في مجال الملكية الفكرية، لإيجاد شبكة من الكفاءات العلمية الوطنية في مجال الملكية الفكرية، وتبادل الخبرات والمعارف حول موضوعات الملكية الفكرية في مختلف المجالات.
وقال سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة لوكالة الأنباء العُمانية: إن الاحتفال هذا العام يأتي تحت شعار (النساء والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع)، إيمانا بدور المرأة الكبير في بناء المجتمع، وفي كل قطاعات الابتكارات وإسهاماتها في التنمية المستدامة؛ وقد حظيت المرأة العُمانية بحظ وافر من الاهتمام والرعاية وأعطيت لها الفرصة والدعم للمشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات بمختلف القطاعات والاختصاصات، فأثبتت مكانتها وبرزت بدورها في المحافل المحلية والعالمية، فكان لها دور في دفع الاكتشافات العلمية وإقامة منشآت تجارية، حيث توجت إنجازاتها وأعمالها وأدوارها بالعديد من الجوائز التقديرية، لتكون عنصرا أساسيا وفاعلا في الرقي بسلطنة عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأضاف سعادته أن النساء العُمانيات أصبحن – من رائدات أعمال ومخترعات ومبدعات وباحثات في مختلف المجالات- محل إشادة مختلف المنظمات الدولية بإنجازاتهن الرائدة وبمشاريعهن الابتكارية المختلفة على المستويين الوطني والعالمي.
ووضح سعادته أن إجمالي عدد طلبات العلامات التجارية “الوطنية والدولية” (نظام مدريد)، وبراءات الاختراع الوطنية والدولية (نظامPCT) وحق المؤلف والحقوق المجاورة والتصاميم والنماذج الصناعية التي تمّ إيداعها لدى المكتب الوطني للملكية الفكرية بلغ نحو (12,448) طلبا خلال عام 2022م، مُقارنةً بـ (11,811) طلبا تم تقديمه خلال عام 2021م بنسبة ارتفاع بلغت (5.4%) حيث بلغ إجمالي عدد طلبات تسجيل العلامات التجاريّة نحو (11,562) طلبا، في حين بلغ عدد طلبات براءات الاختراع (725) طلبا، وعدد طلبات حق المؤلف (144) طلبا والتصاميم الصناعية (17) طلبا.
وبيّن سعادته أن الوزارة شرعت في إعداد استراتيجية وطنية للملكية الفكرية في إطار تواصل وتعاون مؤسّسي من خلال فريق فني يمثل الجهات المعنية بالملكية الفكرية، تمثل أحد البرامج التي نصت عليها ركيزة الملكية الفكرية في الاستراتيجية الوطنية للابتكار، والمتضمنة آلية تنفيذ البرامج والسياسات المتعلقة بها بطريقة متسقة مع إطار وطني ممنهج يهدف إلى إقامة منظومة وطنية فعالة، يستند على إدارة فعالة للملكية الفكرية وإنفاذ قوانينها وتوليد أصولها بما تمتلكه سلطنة عُـمان من ثروات متمثلة برأس مال فكري وأعمال أدبية وفنية؛ ومعارف تقليدية؛ وأصول وراثية وبيولوجية وابتكارات في مختلف المجالات العلمية، لتكون ذات اقتصاد متجدّد ومُستدام لبناء القُدرات الوطنية.
وأشار سعادته إلى أن الوزارة قامت بتخفيض رسوم (28) خدمة من الخدمات التي يقدمها المكتب الوطني للملكية الفكرية للطلبة والباحثين و (29) خدمة للمؤسسات الصغيرة لتطوير هذا القطاع وتشجيع المُبتكرين والمخترعين وتسهيل إجراءاتهم في تسجيل طلباتهم.
وقال سعادته إن نسبة التخفيض في الرسوم تبلغ ما يقارب 90% لطلبة المدارس والكليات والجامعات والباحثين في المراكز البحثية، كما بلغت نسبة التخفيض في الرسوم المقدمة للمؤسسات الصغيرة 50% منها طلب إيداع براءة اختراع وطلب فحص براءة اختراع داخلي وشهادة براءة الاختراع ونقل الملكية والتنازل وتجديد إيداع البراءة، وخدمة شهادة نموذج منفعة وطلب الحصول على شهادة نموذج منفعة، وطلب تسجيل تصميم صناعي والاطلاع على سجل الطلبات لمرة واحدة.
وأكد سعادته على أن سلطنة عُمان تدعم وتشجع جميع الفئات من المبتكرين والمخترعين والمهتمين بهذا القطاع، وتعد الملكية الفكرية أداة تمكين تسهم في تحويل الأفكار والابتكارات إلى مشروعات تجارية ناجحة تحقق أهداف التنمية الشاملة في سلطنة عـُمان من خلال زيادة الدخـل، وتنويـع الإنتاج، وتوفيـر فـرص العمـل.
وستنظم وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار احتفالا بهذه المناسبة بالتعاون مع الجمعية العمانية للملكية الفكرية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) يوم الاربعاء الموافق 17 مايو المقبل للتركيز على الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية والإجراءات التي اتخذتها سلطنة عُمان في تشجيع المبتكرين ودور المرأة وإسهاماتها في الابتكارات والاختراعات في مختلف دول العالم التي تدعم تطوير التنمية الاقتصادية.
وفي شأن العمل المجتمعي فيما يتعلق بالملكية الفكرية، تسعى الجمعية العُمانية للملكية الفكرية لتكون قناة للتواصل والتعاون المنشود بين الجهات ذات العلاقة المحلية منها والإقليمية والدولية من أجل تفعيل مبادرات الاستراتيجية الوطنية للابتكار بما فيها مبادرات الملكية الفكرية بشكل فاعل لتعظيم مخرجات الابتكار في سلطنة عُمان.
والجمعية بدورها التخصصي وهو مجال الملكية الفكرية تلبي رغبة العديد من المهتمين بهذا المجال سواء من كان منهم في القطاع العام أو الخاص، حيث شكّل إشهارها رصيدًا جيدًا لسلطنة عُمان ومسيرة التطور فيها، وأظهرت الرغبة الأكيدة في تفعيل أدوار الملكية الفكرية، ورفد السجل العُماني والعالمي لبراءات الاختراع والملكية الفكرية بقوائم المبتكرين المختلفة، كما أن الجمعية تحمل صفة عضو مراقب في المنظمة العالمية للملكية الفكرية-الويبو.
وتسعى الجمعية العُمانية للملكية الفكرية إلى تعريف كل فئات المجتمع بحقوق الملكية الفكرية ونشر الوعي للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص والجامعات والمدارس وأصحاب الأعمال والشركات والمصانع والمخترعين وجميع فئات المجتمع وفي جميع المجالات والتخصصات العلمية والأدبية، كما أنها تسعى للتواصل مع مؤسسات المجتمع والأفراد للرد على أي استفسارات متعلقة بالملكية الفكرية، وشرح طرق حماية حقوق الملكية الفكرية وتقديم المعلومة والنصيحة لكل من يرغب، هذا بالإضافة إلى عمل لقاءات ومحاضرات في جميع القطاعات للتعريف بالملكية الفكرية وكيفية حمايتها والقيام باستضافة العديد من الشخصيات المتخصصة في الملكية الفكرية في التخصصات المختلفة، وهذه الخدمات يتم تقديمها سواء لأعضاء الجمعية أو من ليسوا من الأعضاء وقد تم فتح باب العضوية لانضمام أعضاء جدد للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجمعية.
وتواكب الجمعية للملكية الفكرية السعي الدائم لمعرفة المزيد من التطورات في نواحي الحياة العامة ومواكبة أحدث التطورات في العالم وأيضا زرع روح المعرفة والاطلاع لدى الأجيال وهذا لن يأتي بثماره إلا بالتواصل مع العالم الخارجي وتبادل المعرفة معهم ومحاولة الوصول إلى أحدث الاختراعات لديهم وتطبيقها، بالإضافة إلى حث الأجيال وتشجيعهم على الابتكار والاختراعات منذ الصغر ليصبحوا مخترعين في المستقبل القريب، كما أن من تطلعات الجمعية إيجاد التواصل مع الهيئات الدولية ومراكز البحوث العالمية والجمعيات المتخصصة لدعم أهدافها وتطلعاتها مع سعي الجمعية إلى أن تحقق الأهداف المناط بها وأن توجد ركائز للمعرفة في مجال الملكية الفكرية وأوجه حمايتها لما لها من دور فاعل لدعم التقدم الصناعي وزيادة الابتكارات المسجلة.
الجدير بالذكر أن سلطنة عُمان قد انضمت للعديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالملكية الفكرية مثل اتفاق لاهاي بشأن التسجيل الدولي للتصاميم والنماذج الصناعية وبروتوكول مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات التجارية ومعاهدة التعاون بشأن البراءات الخاصة بتسجيل براءات الاختراع دوليا واتفاقية مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، وهي عبارة عن شبكة وطنية لدعم مراكز التكنولوجيا والابتكار وتشمل ( 43 ) جهة، بالإضافة إلى اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية ومعاهدة بودابست بشأن الاعتراف الدولي بإيداع الكائنات الدقيقة لأغراض الإجراءات الخاصة بالبراءات ومعاهدة قانون البراءات ومعاهدة قانون العلامات ومعاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ومعاهدة الويبو بشأن الأداء والتسجيل الصوتي واتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية.