شركة طُلابيّة تبتكر خيط الصيد من شجرة المسكيت
وهج الخليج – مسقط
نجحت الشركة الطُلابيّة /هيّال/ التابعة لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط من ابتكار خيط الصيد صديق للبيئة وآمن وقابل للتحلُّل الحيوي، فهو مصنوع من ألياف السليولوز المستخرجة من شجرة المسكيت (الغاف البحري).وقالت حُسنى بنت خلفان الحبسية الرئيسة التنفيذية للشركة لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ فكرة الابتكار جاءت بهدف إيجاد منتج صديق للبيئة والتقليل من التأثير السلبي لمعدات الصيد الموجودة حاليًّا على البيئة؛ للوصول لمنتجات صيد عالية الجودة وفاعلة ومستدامة وصديقة للبيئة.
وأضافت أنّ الفريق بدأ بالبحث عن مواد مستدامة لصنع خيوط الصيد، وبعد الدراسات والأبحاث التي أجريناها توصلنا إلى استخراج المواد من شجرة بروسوبيس جوليفلورا المعروفة بالمسكيت (الغاف البحري)، وهي من الأنواع الغازية الضارة للبيئة.
وأكّدت أنّ الشركة تمكّنت من تحويل أضرار هذه الشجرة على البيئة إلى حلّ؛ من خلال استخدام ألياف السليولوز من شجرة المسكيت لإنشاء خيوط صيد قابلة للتحلل، بالإضافة إلى إيجاد منتج محلي وعدم الاعتماد على منتجات مستوردة من الخارج.
وبيّنت أنّ طريق الوصول إلى هذا المنتج كان مليئًا بالصعوبات والتحديات، منها الحصول على المواد المستدامة؛ حيث كان العثور على مادة مستدامة مناسبة لخيوط الصيد القوية وتلبي احتياجات الصيادين تحديًّا كبيرًا، لذا قضينا وقتًا طويلاً في البحث واختبار المواد المختلفة قبل الاستقرار على ألياف السليولوز المستخرجة من شجرة المسكيت.
وأفادت الرئيسة التنفيذية لشركة هيّال بأنّ تطوير عملية التصنيع بإنتاج خيوط صيد عالية الجودة ومتينة شكّل تحديًا آخر، ويجري العمل عليه في الوقت الحالي من خلال إجراء تجارب وعمليات تقنية مختلفة للحصول على التوازن الصحيح بين القوة والمرونة في الخيوط المنتجة.
وأشارت إلى أنّ المنتجات الصديقة للبيئة قد تكون أكثر تكلفة من المنتجات التقليدية في بعض الأحيان، ولذا فمن الضروري أن نعمل بجد للحفاظ على خفض تكاليفنا مع ضمان تلبية منتجاتنا للمعايير والمواصفات العالية.
ولفتت إلى أنّه بالرغم من الطلب المتزايد على المنتجات المستدامة، إلا أنّ الاستبدال الكامل للمنتجات التقليدية بالمنتجات الجديدة والمبتكرة لا يزال صعبًا على المستهلكين، وربما يكون ذلك بسبب خوفهم من عدم استيفاء المنتج المستدام جميع احتياجاتهم مثل المنتج التقليدي.
وفيما يتصل بتأثير المنتجات؛ أكّدت أنّ هذا الابتكار سيُقلل التأثير السلبي لمعدات الصيد على البيئة؛ حيث إنّ خيوط الصيد التقليدية غالبًا ما تُصنّع من مواد اصطناعية يمكن أن تستغرق مئات السنين لتتحلل وتسهم في تلوث المحيط، فيما سيتحلل منتجنا المصنوع من ألياف السليولوز المستخلصة من شجرة المسكيت في غضون أشهر، وسيكون لها تأثير بيئي أقل بكثير.
كما وضّحت أنّ الشركة تعمل على عددٍ من الخطوات لتحول هذا الابتكار إلى منتج تجاري ناجح، وذلك بالبحث والتطوير، إضافة إلى إنشاء نموذج أولي لخيط الصيد لاختبار قوته ومرونته ومتانته في مختلف الظروف التي تحاكي ظروف الصيد.
وحول الخطط المستقبلية، قالت إنّ الشركة تعمل على العديد منها؛ أهمها تطوير وتوسيع ابتكاراتنا في معدات الصيد الصديقة للبيئة، تتمثل في توسيع خط منتجاتنا لتشمل معدات صيد أخرى صديقة للبيئة مثل: الأقفاص والشباك وغيرها، لمواصلة الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين جودة منتجاتنا وأدائها.
وأضافت أن الشركة تعمل حاليًّا على حماية حقوق الملكية الفكرية لابتكار وتسجيل المنتج في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، يليها الحصول على براءة الاختراع، وإجراءات أخرى تتعلق بالعلامة التجارية وغيرها.
وأكدت على أهمية التثقيف والتوعية، حيث نخطط لمواصلة تثقيف المستهلكين وزيادة الوعي حول التأثير السلبي لمعدات الصيد التقليدية على البيئة، وفوائد استخدام البدائل الصديقة للبيئة؛ الأمر الذي يُساعدنا في بناء قاعدة عملاء، والإسهام في صناعة صيد أكثر استدامة.
واعتبرت أنّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي يقوم بدور حاسم في تعزيز الابتكار من خلال تمكين التعاون بين المبتكرين، وتعزيز البحث والتطوير، وتحسين الكفاءة، وتعزيز تجربة العملاء وتمكين تسريع عمليات الابتكار لهذه التقنيات، وتوفير أدوات تحليلية متقدمة، وإنشاء نماذج أعمال جديدة، ما يؤدي في النهاية إلى تطوير منتجات وخدمات جديدة يمكنها مواجهة التحديات المجتمعية وإيجاد نمو اقتصادي.
ويضمُّ الفريق الطُلابي للشركة كلًّا من: حُسنى بنت خلفان الحبسية، ومحمد بن سالم السعيدي، وهناء بنت سالم الحبسية، وهبة الله بنت خميس البلوشية، وطيف بنت محمود السيابية، والوارث بن عامر الحديدي، وغيداء بنت علي العامرية، ومروة بنت سالم الصبحية، وحوراء بنت سليمان الهنائي، وفيصل بن حبيب السيابي./العُمانية/