تواصل أعمال الاجتماع والمؤتمر حول ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لإقليم شرق المتوسط
وهج الخليج – مسقط
تواصلت بمسقط لليوم الثاني أعمال الاجتماع السادس لشبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط والمؤتمر العلمي الثالث للعدوى التنفسية الحادة، اللذين تستضيفهما سلطنة عُمان مُمثلة في وزارة الصحة لمدة ثلاثة أيام، ويُقامان بتنظيم من منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع شبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط.
وأكّد الدكتور عبدالناصر أبو بكر مدير المؤتمر العلمي الثالث للعدوى التنفسية الحادة من مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق المتوسط، لوكالة الأنباء العُمانية أنّ أهمية المؤتمر تكمن في أنه يأتي بعد 3 سنوات من جائحة كورونا وما أحدثته هذه الجائحة من تأثيرات على كافة الأنظمة وخاصة النظام الصحي.
وقال إنّه من الأهمية الاستفادة من الدروس التي أحدثتها الجائحة ودور القيادات في الدول المختلفة وأهمية التنسيق المستمر بين الدول، إضافة إلى أهمية الاستعداد لأيّ جائحة قادمة في المستقبل من خلال وجود قدرات الترصُّد والمختبرات وغيرها.
وذكر أنّ ميزة المؤتمر وجود شبكة من المتخصّصين في مجالات متعدّدة وخبراء من مجالات الترصُّد والأنظمة الصحية وفي المختبرات والوبائيات للوصول إلى توصيات ترتقي لمستوى الدول للاستفادة منها وتطبيقها. وقال الدكتور ديفيد وينتوورث مدير بالمركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية بشأن ترصد الإنفلونزا وخصائصها الوبائية ومكافحتها إنّ الفيروسات لا تحترم حدود الدول وهي عابرة، ودائمًا ما تمثل الإنفلونزا تهديدًا بحدوث جائحة كونها تتطور.
وأكّد أنه من الأهمية بمكان أن نكون على أهبة الاستعداد للجوائح دائمًا، ولذلك علينا مواصلة الاستثمار في البنية الأساسية للصحة العامة والقوى العاملة الصحية، وتعزيز الشراكات الدولية للتعامل مع هذه المشكلة.
وذكر أننا الآن أفضل بكثير في الكشف عن الفيروسات الجديدة وتتبعها حيث كان الكشف المبكر أحد الدروس المستفادة من جائحة كورونا فكلما اكتُشف الفيروس في وقتٍ مُبكر، كان استعدادنا أفضل.
وفي السياق ذاته قال الدكتور ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في الترصد الوبائي والفيروسي، إنه يتمُّ النظر في البحوث التي أُجريت ومشاركة المجتمعات في الوقاية والرعاية السريرية، والخدمات اللازمة للكشف عن الفيروسات التنفسية ومكافحتها.
وذكر أنّ منظمة الصحة العالمية تُعدُّ الوكالة الرائدة والمنسقة للصحة العامة على مستوى العالم وقد استمر عملنا في متابعة تطور الجائحة، وجرى عقد اجتماعات مع الخبراء لتقديم التوجيه، وتوفير الموارد، وخصوصًا للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتضمنت أعمال اليوم الثاني حلقات عمل علمية تناولت موضوعات عدة، منها: تأسيس وتوسيع نطاق التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في الإقليم، والدروس المستفادة من جائحة كورونا والأدوات الجديدة، وتقدير عبء الإنفلونزا.. تجارب وأدوات جديدة، وتعزيز النظم الصحية في البيئات الهشة للنهوض بالتأهب بشكل أفضل للوباء.
وشَهِدَ تقديم عروض مرئية قدمها خبراء من دول إقليم الشرق المتوسط تناولت موضوعات تقدير عبء مرض الإنفلونزا الموسمية، وعبء التهابات الجهاز التنفسي السفلي في تونس، ومعرفة مواقف وممارسات الفئات المعرضة للخطر فيما يتعلق بتناول لقاح الإنفلونزا ونوع فيروسات الغدد البشرية لدى الأطفال المصابين وغير المصابين بأعراض تنفسية.
وستختتم غدًا الأربعاء أعمال الاجتماع السادس لشبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط والمؤتمر العلمي الثالث للعدوى التنفسية الحاد بتقديم مجموعة من أوراق العمل ضمن 3 جلسات علمية تتطرّق إلى موضوعات إستراتيجيات تحسين عدالة اللقاحات، وتفعيل نهج الصحة الواحدة، وفرص التعاون في مجال صحة الإنسان والحيوان، والإعلان عن أفضل بحث وملصق علمي في المؤتمر.
يُشارك في الاجتماع والمؤتمر خبراء وباحثون من أكثر من 20 دولة يستعرضون فيه أبرز المشروعات والبحوث والممارسات في مجال العدوى التنفسية الحادة في إقليم شرق المتوسط. ويهدف الاجتماع والمؤتمر العلمي إلى استعراض التقدم المحرز، والتحديات التي تواجه تعزيز قدرات الترصُّد والاستجابة، ونظم الإنفلونزا الموسمية والجائحة، وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح في إقليم شرق المتوسط، مع مراعاة الدروس المستخلصة من كوفيد19.
ويسعى الاجتماع والمؤتمر إلى تبادل البيانات وأفضل الممارسات التي استجدت في الإقليم بشأن إمكانية استخدام بيانات ترصُّد حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة والاعتلالات الشبيهة بالإنفلونزا (أو البيانات المستخدمة بالفعل) لتقييم الوخامة، وكذلك الكشف عن الفاشيات أثناء موسم الإنفلونزا الطبيعي وأثناء جائحة الإنفلونزا وغير ذلك من الأوبئة.
كما يسعى هذا الحدث إلى توثيق وعرض الإنجازات العلمية ونتائج بحوث العمليات الجديدة الواردة من بلدان إقليم شرق المتوسط من أجل الوقاية من الفيروسات التنفسية الموسمية والجديدة وغيرها من الفيروسات التنفسية المستجدة، والكشف عنها، والاستجابة لها، ولا سيما فيروس كوفيد19.