معرض مسقط الدولي للكتاب: “الاقتصاد البنفسجي.. التطلعات “
وهج الخليج _ مسقط
نظم صالون مداد الثقافي جلسة حوارية بعنوان “الاقتصاد البنفسجي.. التطلعات والرؤى” ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ27 بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمشاركة الدكتور سيف المعمري والدكتورة هدى الدايرية والدكتور حمد المحرزي.
استهل الدكتور حمد حديثه بالإشارة إلى أن الثورة الصناعية في أوروبا قادت نواة الاقتصاد الحديث وأن هذا الانتشار الواسع للاقتصاد البنفسجي يرجع لبداية نظريات الاقتصاد التي نشأت في القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وتم الالتفات إلى أهمية ثقافات الشعوب بالنسبة للاقتصاد الشمولي.
وأضاف أن أهمية الاقتصاد البنفسجي بدأت في الظهور من خلال توظيف الثقافة كعنصر معرف للاقتصاد وربط القيمة الثقافية للمنتجات الأمر الذي قاد إلى وصف الاقتصاد البنفسجي بأنه عملية ربط المنتج بالإطار الثقافي لتكون عمليات الإنتاج تحتوي على البصمة الثقافية لكل مجتمع.
من جانبها قالت الدكتور هدى الدايرية: إننا نعيش في عالم سريع المتغيرات تؤثر على الفكر والسلوكيات وأن أهم فائدة للاقتصاد البنفسجي تكمن في الحفاظ على الموروث الثقافي لكل بلد، مشيرة إلى أن سلطنة عمان بحاجة للحفاظ على موروثها الثقافي وتوظيف هذا الموروث اقتصاديًّا.
وحول واقع الاقتصاد البنفسجي تحدث المحرزي قائلًا: إن تطبيقات هذا الاقتصاد متنوعة تشمل التعليم والصحة والسياحة والتراث والثقافة والإنتاج وغيرها من المكونات، مضيفًا أن المنتج الثقافي متوفر بكثرة في سلطنة عمان ويتميز ببصمة ثقافية متفردة مثل القرى التراثية وغيرها من المكونات التي تعكس تاريخًا وإرثًا كبيرًا. واعتبر أن البصمة الثقافية هي عنصر وقيمة حقيقية في الاقتصاد البنفسجي ولها لمسة واضحة في أي عملية إنتاج سواء في مكونات الاقتصاد الملموس أو غير الملموس.
بدوره قال الدكتور سيف المعمري أن الاقتصاد البنفسجي مهم جدًّا في هذه المرحلة في ظل تنامي العولمة التي قادت إلى تعليق الانفتاح على العالم وأيضًا عدم الاكتراث بكل ما هو تقليدي، مضيفًا أن الاهتمام بهذا الاقتصاد هي محاولة للحفاظ على خصوصيتنا والحفاظ على ارتباط الأجيال بالموروث العماني.
وأكد الدكتور أن الأشياء لن يكون لها قيمة إذا لم يكن لها عوائد وأنه من خلال الاقتصاد البنفسجي يمكن للثقافة أن تعمل على فتح آفاق اقتصادية واسعة ويمكن كذلك الحفاظ على الموروثات الثقافية مشيرًا إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الأماكن التراثية لتكون ذات قيمة اقتصادية.
في السياق ذاته دعت الدكتور هدى الدايرية إلى رفع مستوى التوعية للنشء بأهمية الاقتصاد البنفسجي من خلال دمج المفاهيم المرتبطة به في المناهج الدراسية وتفعيل دور الأنشطة المدرسية بما يتناسب مع الاقتصاد البنفسجي وتوظيفها لتوضيح الصورة عن هذا الاقتصاد. ونبهت كذلك إلى أهمية دور الأسرة والمجتمع في ربط مصطلحات ومفاهيم الاقتصاد البنفسجي إلى جانب الدور الذي تقوم به الجامعات بتشجيع البحوث العلمية المتعلقة بهذا النوع من الاقتصاد.
وعلق الدكتور سيف المعمري حول هذه الجزئية بالقول: إن التعليم يذهب إلى نقاط أبعد من المعرفة والمقررات الدراسية، وذلك بأن تكون العملية مرتبطة بزيادة الاتصال بالواقع وملاحظة الجوانب الثقافية وإشراك كل الأطراف في هذه العملية. وأضاف أنه من خلال مكونات التعليم العالي الثلاث: التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، يمكن أن تقوم العديد من المبادرات المرتبطة بالسياحة والفنون التشكيلية وغيرها. ودعا الشركات إلى توظيف الحرف التقليدية والموروث الشعبي وارتباطاتها بالجوانب الفنية والاجتماعية لعمل منتجات لها مردود مالي.
يذكر أن الاقتصاد البنفسجي يرتبط بالنظر إلى ما وراء القيمة الاقتصادية للمصادر والمخرجات الثقافية وهو جزء من مفهوم أوسع حيث يساهم في إيجاد بيئة ثقافية أكثر ثراء وتنوعًا. ويرتكز الاقتصاد البنفسجي على البعد الاجتماعي والثقافي في تكوينه، كما تقوم الاقتصاديات على تحويل المصادر البيئية والطبيعية إلى منتجات تحرك الاقتصاد وتتفاعل مع متطلبات الثقافة المحلية.