السفير السعودي في سلطنة عُمان يؤكد على أن النهضة العُمانية تستمد ثوابتها من هويتها وثقافتها العريقة
وهج الخليج – مسقط
أكد سعادة السفير عبد الله بن سعود العنزي سفير المملكة العربية السعودية لدى سلطنة عُمان أن المملكة حكومة وشعبًا تشارك سلطنة عُمان احتفالاتها بالعيد الوطني الـ 52 المجيد الذي يصادف الـ 18 من نوفمبر من كل عام في ظل ما تشهده العلاقات العُمانية السعودية المتينة من إخاء وتقدم وازدهار بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية / حفظهما الله ورعاهما /.
ووصف سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية العلاقات بين البلدين الشقيقين بأنها نموذجية، وتتميز بالرصانة والقوة، حيث يشترك البَلدَان الشقيقان في الكثير من الروابط والقواسم والقيم، وفي مقدمتها الدين والجوار واللغة، والمصير المشترك القائم على تحقيق تكامل الرؤى للتعامل مع الحاضر وبناء المستقبل في ظل القيادتين الحكيمتين لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية / حفظهما الله ورعاهما/.
وأكد سعادته على أن النهضة العُمانية تستمد ثوابتها من هويتها العريقة وثقافتها المنبثقة من إرثها الإسلامي وقيمها العربية الأصيلة التي أرساها السُّلطان قابوس بن سعيد /طيّب الله ثراه/ ويواصل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم/حفظه الله/ مسيرتها المتجدّدة بتوجيهاته الحكيمة المتمثلة في رؤية عُمان 2040م وإجراء تغييرات جذرية هيكلية لأجهزة الدولة، مكّنتها من تجاوز أزمة انخفاض أسعار النفط، وآثار جائحة كورونا، وتهيئة كل سبل ومقومات التقدم والنجاح.
وقال سعادته إن النتائج المثمرة التي حققتها زيارة جلالةِ السُّلطان المعظم المملكة العربية السعودية وزيارة صاحبِ السُّموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء سلطنة عُمان أسهمت في نقل العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أرحب تكللت بإنشاء مجلس التنسيق السعوي العُماني الذي ستعقد دورته الأولى قريبا.
وأضاف سعادته أن البلدين وقّعا على 13 اتفاقية في عدد من المجالات، وقيام القطاع الخاص بعقد شراكات مثل قيام مجموعة /أكوا باور/ السعودية مع عدد من الشركات العُمانية ببناء محطة “عبري 2” أكبر مشروع مستقل لتطوير وبناء وتشغيل محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في سلطنة عُمان، ويوظف أحدث تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية لتوليد 500 ميجاواط من الطاقة المتجددة، إضافة إلى توقيع مجموعة “أكوا باور” السعودية وشركة “أوكيو” العُمانية و “إير برودكتس” الأمريكية على اتفاقية التطوير المشترك لمشروع هيدروجين عُمان لإنشاء محطة لإنتاج الأمونيا باستخدام الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
وفي مجال الطاقة أشار سعادة السفير إلى أن البلدين الشقيقين وقّعا على مذكرة تفاهم ضمن مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ لعام 2022 “كوب 27″، مشيرًا إلى إعلان سمو الأمير وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء عن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بالشراكة بين دول المنطقة وهي أكبر برنامج تشجير لمواجهة التحديات البيئية وقد أعربت سلطنة عُمان عن تقديرها ودعمها لجهود المملكة العربية السعودية في مجال الحفاظ على البيئة واستدامتها.
وذكر أن صندوق الاستثمارات العامة قام بتأسيس 5 شركات إقليمية إحداها تستهدف الاستثمار في سلطنة عُمان وتبلغ قيمة الاستثمارات المستهدفة ما يصل إلى 24 مليار دولار أمريكي في الفرص الاستثمارية عبر مختلف القطاعات.
وأضاف سعادته أن افتتاح منفذ الربع الخالي أسهم في زيادة معدل التبادل التجاري وأصبح رافدًا للعلاقات بين البلدين في العديد من المجالات مثل تنقل المواطنين بين البلدين، ونقل البضائع على مدار الساعة محققا أحد الأهداف المهمة في رؤيتي البلدين الاقتصادية.
وأشار سعادته إلى ما تتمتع به سلطنة عُمان من استقرار سياسي واقتصادي، وما اتخذته من خطوات ملموسة في سبيل تنويع مصادر دخلها القومي وتقليل الاعتماد على النفط، كما أتاح موقعها الاستراتيجي ميزة تنافسية لجذب الاستثمارات الأجنبية، فسعت إلى استثمار ذلك من خلال تأسيس عدد من المناطق الاقتصادية والموانئ، والتركيز على قطاعات واعدة، أبرزها قطاعا السياحة والخدمات اللوجستية، إلى جانب تميزها بمقومات طبيعية فريدة جعلت منها وجهة سياحية للأسر السعودية والخليجية.
وأشاد سعادته بالدور المهم للسياسة الخارجية لسلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي خدمة للأمن والسلام والاستقرار.
واختتم سعادته تصريحه بأن المملكة العربية السعودية تؤمن بمتانة العلاقات التي تجمعها مع سلطنة عُمان وهي انعكاس للعمق التاريخي وصمام أمان للبلدين ونموذج للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة وتجمع بين شعبيهما روح الأخوة والصداقة والمحبة.