إعادة تعريف الاستقامة
بقلم:محمد الوهيبي
الناس يميلون إلى صناعة صور معينة لكل مصطلح لكي يخرجوا من سلطة تفاصيله التي تفرض عليهم الالتزام بمعايير تقييم المصطلح ووضعه في موضعه الصحيح ..
فمثلا صور الناس الاستقامة على أنها صورة لرجل ملتحي وصاحب ثوب قصير أو امرأة منتقبة أو متلفعة بخمار فضفاض لكي يستطيعوا فيما بعد الحكم على النموذج وتنميطه فإذا ما رأوا جريرة أو فاحشة خدشت الصورة التي رسموها سارعوا في التعميم والحكم على النموذج بالفشل ..
الناس يعلمون أن الظاهر ما هو إلا جزء يسير جدا من الاستقامة على الدين لكنهم يجعلونه كل الاستقامة ليرضوا غرور المقارنة أو ليبرروا ربما مخالفتهم لبعض اﻷحكام الشرعية، فعندما يروا فشل النموذج الذي صوروه للاستقامة سيكونوا في سعادة غامرة أن يفشلوا نموذج الدين على أنه شيء تنظيري لا يصلح للتطبيق في الواقع مستصحبين نموذج المستقيم الصوري على الدين
الاستقامة هي صورة من التصالح النفسي التي تجعل تحرر اﻹنسان من قيود الخوف والحزن والتشاؤم واستراق الخلوات لينتهك محارم الله فيها بأبشع صور الشذوذ..
المستقيم هو إنسان متوازن نفسيا لا يمكن أن يكون في موضع شطط أو لغوب، بل هو في أحسن حالات العطاء والنزاهة والعفة..