الاتحاد الخليجي .. من إلى عن على
رأي-وهج الخليج
لم يخلو تصريح وزير شئون مجلسي الشورى والنواب البحريني معالي غانم البوعينين قبل أيام من توجيه رسائل عدة وذلك في تصريح لصحيفة الحياة اللندنية عندما قال أن “الاتحاد قد يتم من دون سلطنة عُمان” وذلك قبل أيام قليلة من إنعقاد القمة الخليجية لقادة دول المجلس في المنامة . إن أهم رسالة وجهها الوزير البوعينين ويمكن إلتقاطها وتنم عن دهاء بحريني هي من خلال المنصب الرسمي الذي يشغله الوزير والذي يجعل منه المعبر الرسمي والحكومي لصوت الحكومة والشعب بمجلسيه الشوري والنيابي ، وما يحمله التصريح أيضا من الادعاء أن مطلب الاتحاد هو مطلب شعبي لمواطني دول المجلس ومن أن التوجه لإنشاء الاتحاد الخليجي هو المسار الطبيعي للوعي والمطالبة الشعبية للارتقاء بالعمل الخليجي إلى مراتب تتجاوز المجلس لتلامس طموح المواطنين الخليجيين . وكم كنت أتمنى على الوزير الموقر أن ” يتجمل ” علينا بنصف كلمة عن أي إتحاد نادى وطالب به المواطن الخليجي الذي قام معاليه بالتعبير عنه ؟ هل طالب مواطنوا دول المجلس بإتحاد وحدة كإتحاد دولة الإمارات ليكون إتحاد بين خمس دول وبالتالي نكون أمام دولة واحدة عاصمتها المنامة أو أبو ظبي أو الرياض ؟ أم قصد نموذج الاتحاد الاوروبي ؟ أم قصد البوعينين نموذج الاتحادات الفاشلة التي عرفها العالم العربي بدءا من إتحاد الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ١٩٥٨ )مرورا بإتحاد الدول العربية المتحدة ( بين الجمهورية العربية المتحدة والمملكة المتوكلية اليمنية ١٩٥٨ ) ومرورا بإتحاد الجمهوريات العربية ( ليبيا ومصر وسوريا ١٩٧١ ) وإنتهاءا بإتحاد المغرب العربي ( ١٩٨٩ ) ؟
وبغض النظر عن هَذَا الاتحاد وما يخطط له شكلا وأعضاءا وأهدافا ومجالات فلن يتفوق على فصاحة ديباجيات وأهداف الاتحادات العربية المذكورة ، ولعل ما قاله سمو الامير تركي الفيصل عام ٢٠١٣م في معرض رده على موقف سلطنة عمان من الاتحاد يُبين لنا جانبا من ” الخلطة الاتحادية ” عندما قال ” إن دول المجلس وشعوبها ترى ضرورة حدوث الاتحاد ، فالوحدة أمر حتمي ” .
لقد أدركت عمان منذ وقت بعيد أن الدعوة إلى الاتحاد وما صاحبها من إطروحات ” عسكرة ” هي دعوة للتموضع قصد المواجهة ، دعوة لتشكيل حلف ، دعوة تناحر إسلامي ( سني شيعي ) ، دعوة ترتفع فيها أسقف أسهم إشعال المنطقة ضمن حرب مذهبية شاملة ، ولقد أظهرت السنوات الماضية مدى وضوح الرؤيا لدى القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ، وتبين لنا من ملفات العراق وسوريا ومصر وليبيا والحرب على اليمن مدى وحجم رصيد الاتحاد عند المنادين به منذ عام ٢٠١٣م . لذا فإنه يخطأ كل الخطأ من يرجع تصريح الوزير البحريني إلى أنه إقصاء لعمان بسبب موقفها من حربي اليمن وسوريا ، فموقف عمان قبل ذلك بكثير . ويخطأ من يرجع تصريح الاقصاء إلى مطالب مواطني دول الخليج ، فجيوش الفيس بوك والتويتر ليست هي إرادة مواطني دول المجلس . وأخيرا لمن لا يعلم من جيل ” المغردين ” و ” الفيس بوكيين ” أن قائد عمان هو أول من وضع دراسة مكتملة لإنشاء جيش خليجي موحد قوامه مئة ألف مقاتل واجبه المقدس الذود عن دول المجلس وعن المقدسات . فلماذا رفض الجيش الخليجي الموحد ؟ ومن هو المعطل ؟ …. أخبرهم يا أبا العينين .