اغلاق مخرجات التصميم والمصممين بدون وظائف.. إلى أين
تحقيق :عبدالرحمن الناصري
انقطعت السبل بخريجي تخصص التصميم الذين شارف الامل على ان ينال ضعف الاهتمام وعدم القبول , درسوا هذا التخصص و الذي اعطاهم الفرصة في ايجاد فرص عمل تحقق ما كانوا يتمنون . فمن البداية قامت الوزارة باغلاق تخصصات التصميم بكافة فروعه وكأنها لم تطرح هذا التخصص من قبل, فبعد ان اعطتهم الامل في ايجاد فرص عمل لهم جزاء لاكثر من 5 سنوات تأهيل تعاقبهم اليوم باغلاق التخصص وكأن شيئا لم يحدث ..
فبعد ان تم طرح التخصص على الكليات ووضعه ظمن المقررات الدراسية وتسجيله لاكثر من 200 خريج سنويا بدأ اصحاب القرار انفسهم بالعزوف عن هذا التخصص مما يعني غياب فرصهم في سوق العمل مما يعني انهم اصبحو منبوذين من خدمة هذا المجتمع وبالتخصص الذي قاموا باختياره .. فبعد هذه المفارقة المئلمة يتأمل الخريجين من الوزارة ان تقوم بوضع حلول لتفادي حدوث المحضور ..
تخبطات ادارية
يقول محمد الناصري : السبب وراء اغلاق تخصص التصميم هو التخبط في عملية ادارة التخصصات ومنها منح التخصص الى الكليات ايضا ما سمعناه عن عدم تقبل لهذا التخصص على الصعيد الوظيفي لاننا لم نجد وظائف حتى الان . حيث انني مؤيد للحركة المتأخرة التي قامت بها الوزارة من اجل اغلاق التخصص وهذا قد يقلل من الطلب على وظائف للمصممين ويقلل من معانات الخريجين و الخرجات من اجل الانخراط في سوق العمل .
إغلاق مؤقت
وايضا اعارض الوزارة لاغلاقها هذا التخصص الرائع و الذي يكثر عليه الطلب ولكن لفترة وجية و للتخلص من الاعداد الكبيرة التي تبحث عن عمل وحاصلة على مؤهلات بحيث يتم رفد هؤلاء الى سوق العمل و الشروع بفتح التخصص مرة اخرى فكل مؤسسة حكومية او خاصة بحاجة لمصممين ولكن جهة العمل تكتفي بمصمم واحد فقط وهذا يسبب ضغوطات عمل كبيرة ..
و يوضح الناصري بقوله : تخصصات التصميم غير مستهلكة في وطننا العزيز وهو تخصص جديد لان كل مؤسسة و كل وزارة او حتى شركة تضع مكان للمصمم حيث المكانة الكبيرة التي يشكلها من اجل النهوض بجهة عملة . ولا يخفى عليكم دور المصمم في الرويج و التسويق و المطبوعات و النشرات و الادوار المهمة الاخرى التي دائما ما تتمنى الشركة او المؤسسة او الهيئة ان تحضى بمكانة فيها بين الجهات الاخرى .
خبرة وكفاءة
اشار الناصري الى سبب انكار جهات العمل لهذا التخصص : هناك الكثير من جهات العمل تنكر دور المصمم وتهمش وظيفته الكبيرة المعول عليها في دول اخرى غير السلطنة ومن اهم اسباب ذلك هي الدورات التي تمنح المظفين من اجل تعلم هذا التخصص ولكن لن يحظوا على نفس الكفاءة والخبرة التي يمتاز بها المتخصصون فكل طالب درس التخصص الذي يراه مناسبا ويحقق له طومحاته واماله ولكن ما نراه اليوم من تقدم تكنولوجي يتيح لكل فرد تعلم التصميم بكافة اشكالة وهو ما يزيد الطالب عزوفا وانكار لدوره .
وتحدث عن سوق العمل حيث قال : الوظائف المطروحة في سوق العمل تتطلب منا امور تعجيزية ليس بمقدور الطالب تنفيذها كالخبرات المطلوبة والتي لا تقل عن 3 سنوات واكثر.. ليس بمقدور كل المؤسسات فتح مجالات للتدريب ولا يمكن للطالب تحمل 3 سنوات ليبحث خلالها عن عمل بالقطعة او تدريب ولكن طالب التصميم هو قادر على بذل العطاء و العمل على ما يكلف به فقط يريد فرصة من اجل اثبات ذلك لجهة العمل دون الحاجة للبحث عن خبرات لان العمل هو تجربة و تعلم مستمر .
ويقول عبدالرحمن الفارسي ( خريج تخصص التصميم ) حيث يشاطر محمد الناصري الرأي حول إغلاق التخصص بأنه فرصة من اجل استيعاب الشركات و المؤسسات و الهيئات لكمية الخريجين الذين يبحثون عن عمل بحيث يتم فتح التخصص مرة اخرى بعد توظيف فئة كبيرة من هؤلاء الخريجين في مختلف القطاعات . ويقول :” لا يوجد مكان او وظيفة تستوعب هذا الكم الهائل من الخريجين لذا وجب اغلاق التخصص وأنا مؤيد لهذه الحركة ولو انها كانت متأخرة بعض الشيء . ولكنها قد تبعث في الخريجين القدماء الروح بالحصول على فرص عمل تساعدهم في بناء مستقبلهم الذي يتمنونه ” .
كل شيء يبدأ بالتصميم
ويشيرالفارسي الى حاجة المجتمع للمصمم حيث لا غنى عن المصمم وتقريبا كل شيء مبني على التصميم مثل الكتابة لا يمكن ان تكتب من دون قلم وأرى بأن المؤسسات لا زالت تبحث عن المصممين فقط العرض كان متفاوت جدا في الاونة الاخيرة وان الطلب عليها متزايد . لذا فان المصمم مهم جدا للوطن . ويقول ايضا : “يجب على المصمم ان لا يخجل من مهنته وان لا ييأس من عدم وجدود سوق عمل لهذه المهنة لانه فعلا مهم حيث كل شيء يبدأ بالتصميم . المصمم يعمل حتى داخل منزله اذا اراد ان يبني مجده لا يشترط ان يقوم بالبحث عن وظيفة في الشركات و القطاع الحكومي فقط بالارادة يفعل كل شيء وعلى عكس المهن الاخرى التي تتطلب وظيفة من اجل توفير قوت الحياة “..
تحت ظلال التصميم
وصرح سليمان الغابشي ( مصمم ) قائلا ان من اسباب اغلاق التخصص هي المخرجات مثل التصميم الجرافيكي و الرقمي و الديجيتل هي تصاميم لم يتقنها الا البعض الكل كان تحت مضلة تخصص التصميم ولكن عدد قليل ومحدود فقط من المن المصممين وصلوا الى الاحتراف واصبحوا مخرجات ذوات جودة . وارجع السبب الثاني الى عدم كفاءة المدرسين حيث قال : ” فقط من هم 95 % ذوات كفاءة في التعليم وان استخدام غير اللغة الانجليزية في الشرح كان سبب تراجع المخرجات وهذا ما يعوق طالب التصميم . حيث ان البعض من المدرسين مهملين للطالب في عماليات البحث و الاستفادة كانت ضئيلة . نحن لسنا موظفين نحن طلاب نطمح ان نكون موظفين فمن غير اللائق رمي العاتق بالكامل على الطالب من اجل البحث و التقصي وهذا ايضا سبب لتراجع المخرجات” .
وقال الغابشي من حيث عدد الكليات التي تخرج التصميم : ” هناك اعداد كبيرة من الكليات و الجامعات التي تحرج نفس التخصص وسؤالي اين يذهب هاؤلاء , لا توجد وظائف و سوق العمل متراجع فالى أين نحن ذاهبون ” .حيث أنه يؤيد اغلاق التخصص كي لا يلاقي الجميع نفس المصير ولكن دون الحاق الاذى بالباحثين عن العمل كي لايجتاح اليأس على عقولهم لانهم فعلا ابدعوا و التصميم هو تخصص ابداعي ..
المصمم الكامل
وان اغلاق التخصص يجب ان يكون من البداية وذلك بعمل دراسة و مقارنة حول عدد الخريجين كل سنة و عدد الوظائف التي شغلوها وكم من المصممين لازالوا يبحثون عن عمل . حيث علل سبب التهميش الذي يلاقيه المصمم الى عدم معرفة دور هؤلاء وماهية عملهم .فالمصمم انسان مبدع وبيده مفاتيح الارباح ويمكن ان يصنع وان يضحي فقط يعطى الشارة للبدء ..
وتحدث بدوره عن التدريب قبل العمل قائلا : ” المصمم الكامل ليس بحاجة الى التدريب فهو يحمل مخزون فكري واسع بامكانه ان يفيد الجميع بما يخص مجاله فقط يتدر على ماهي الاعمال الموكلة اليه وانا اثق تماما بقدرته الى النجاح “. واضاف : ” المجتمع ينظر الى الينا بنظرة الاعجاب و الذهول لما لدينا من قدرات وكفاءات وان العمل و التقدم للوظائف ليس معيار لاداء المصمم فهو ريشة الرسام . حيث ان عدم الانخراط في وظيفة بعينها ان ننسى هذا التخصص الاكثر من رائع بل يجب عليك ان تكون اكثر نشاطا وجدية و الله يرزق كل شيء “.
ضعف الاهتمام
واوضح أحمد الرويشدي( مصمم ) ان الوزارة لم توفق في سياسة توزيع المقرر على الكليات و الجامعات بالسلطنة وهذا ما اسفر عنه عدم توفر شواغر للخريجين فاصبح الكل يخرج تصميم وقد يكون العبء موكل للوزارة كونها تدير توزيع التخصصات على الكليات و الجامعات المختلفة . ايضا لم يعطى التخصص في كل مجالته القدر الكافي من الاهتمام ولم تعمل على تقويتها مثل الهندسة و التجارة والطب غيرها ويعد أمر مؤسف جدا ومحبط في ذات الوقت .. ويشارك الرويشدي بقية الشباب حول دور المصمم حيث لاغنى عنه في كل شيء تجد المصمم ليس كما يتخيل للبعض انه مجرد مهارة مكتسبة بل هو اداة تتحرك من خلالها طاقات ايجابية تعود بالنفع على الوطن و المواطن .
وقال الرويشدي: ” لا اؤيد اغلاق تخصصات التصميم فهي تعد سمة سيئة للمصمم نفسة و للمجتمع وهذا ما قد يؤثر بالسلب على توظيف هؤلاء الطلاب وتهميش دورهم كمصممين , التخصصات هي غير مستهلكة و في بعض المؤسسات بحاجة ماسة للمصمم من خلال دوره الفعال في انجاح الشركة والمصمم هو مبدع ورسام ماهر لكل ما يخطر ببالك و بدون التصميم لا يولد الابداع ” ..