بالخرائط: تعرفوا على قصة حلب منذ بداية الصراع حتى أنسحاب المعارضة منها بالأمس
خلفية
تعتبر مدينة حلب أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان ، و عصب الأقتصاد السوري بما بتحتويه من معامل ومصانع تدر مليارات الدولارات على الأقتصاد السوري ، و تحوي مدينة حلب كذلك على أكبر مدينة صناعية في سورية الا وهيه مدينة الشيخ نجار الصناعية الملاصقة لمدينة حلب من جهة ريفها الشمالي الشرقي.
و تعتبر مدينة حلب ألى جانب مدينة دمشق بؤرالطبقتين الوسطى و الغنية في سورية وذلك لما تتمتع المدينتين فيه من مقومات أقتصادية و أجتماعية و علمية ساهمت في رفع مدخول الفرد فيهما على عكس المدن السورية الأخرى و التي أعتمدة أعتماد شبه كلي على الزراعة و تربية الماشية.
و مع مرور ما يسمى بالربيع العربي على سورية في بداية 2011 ، غلب طابع الهدوء و السكون على أوضاع المدينة السورية على عكس المدن الأخرى مثل ادلب و حمص و حتى العاصمة دمشق و تأخرت عن ركب المظاهرات المناوئة للحكومة السورية حتى صيف ذلك العام وذلك لأسباب عديدة أهمها أن الطبقة الوسطى و الغنية تشكل شريحة واسعة من سكان المدينة ، فمن المعلوم أن أهل حلب هم أهل علم و تجارة.
بداية الصراع في المدينة يوليو 2012
بعد أن نجحت المعارضة المسلحة في السيطرة على مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي مثل مدن تل رفعت و أعزاز و مارع ، و اصبحت مدينة حلب على تماس مباشر مع مناطق سيطرة المعارضة في الريف الحلبي. فأنتقل المجهود العسكري لقوى المعارضة السورية بتجاه المدينة ، و ذلك من بوابتها الشمالية الشرقية و بالتحديد من حي هنانو، أفقر أحياء المدينة.
بتاريخ 19 يوليو في صيف 2012 شن فصيل مسلح يدعى “لواء التوحيد” تندرج معظم القوات المنضوية تحته من الريف الحلبي ، هجوم على حي هنانو “أحد أكبر أحياء مدينة حلب” فنجح في السيطرة عليه ، ما لبث أن أستمرت المعارك حتى يوم 22 من نفس الشهر ، حيث نجح الفصيل المسلح و بمساعدة من الجيش الحر في السيطرة على أحياء الميسرة و السكري ومساكن هنانو و الحيدرية و الصاخور وقاضي عسكر و الحلوانية و طريق الباب و الشيخ لطفي و الشيخ سعيد في شرقي مدينة حلب و الملاصقة للريف الشمالي المفتوح بتجاه الحدود التركية السورية.
و خلال الأيام التي تلته حاول الفصيل المسلح الهجوم على احياء في وسط مدينة حلب مثل حي سيف الدول و حي الأذاعة و التلفزيون بيد أن الهجوم قد فشل ، و قد كان الهدف من الهجوم هو السيطرة على مبنيي الأذاعة و التلفاز في المدينة.
بتاريخ 28 من يوليو شن الجيش السوري هجوم مضاد على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في حي صلاح الدين و نجح في طرد المعارضة المسلحة من أجزاء واسعه منه. ليبعدها عن حي الأذاعة الأسترتيجي.
بتاريخ 31 من شهر يوليو من نفس العام ، سيطرة المعارضة على حي باب النيرب و أجزاء من حي السبع بحرات.
و خلال الأيام التي تلت تقدم المعارضة السورية في الأحياء الشرقية من حلب ، كثفت عمليتها من أجل السيطرة على سجن حلب المركز و الذي يحوي على سجناء جنائيين بيد أن الهجوم فشل حيث دخل السجن في موجة حصار امتدت ل 14 شهر لاحقا.
خارطة الوضع الميداني في مدينة حلب بعد أجتياح المعارضة المسلحة لها
في 16 من ديسمبر من العام 2012 سيطرة قوات المعارضة السورية على مدرسة المشاة في حلب ، و نجحت معها في السيطرة على مستودعات للذخيرة.
حلب 2013
خارطة توضح حصار المعارضة للقوات الحكومية في حلب قبل معركة السفيرة
تمكنت المعارضة المسلحة في فبراير من 2013 من السيطرة على مدينة السفيرة في الريف الجنوب الشرقي من المدين ، بستثناء معامل الدفاع و مطارها العسكري وقطعت طريق الأمداد الواصل بين مدينة حلب و مدينة حماة عبر طريق أثريا – خناصر ، مما زاد الطين بلة ، خصوصاً بعد سيطرتهم على طريق دمشق – حلب الدولي و الذي يمر على محافظة أدلب و التي سقط معظمه في يد المعارضة.
في أبريل من 2013 بسطت المعارضة المسلحة سيطرتها على مخيم حندرات للأجئيين الفلسطينين في شمال المدينة.
في منتصف عام 2013 أصبحت المعارضة السورية المسلحة تحاصر الأحياء الغربية لحلب ، ألى جانب سجن حلب المركزي و معامل الدفاع بالأضافة الى مشفى الكندي ومطار حلب الدولي الملاقص لمخيم النيرب للاجئين الفلسطينين فأضحت مناطق سيطرة الحكومة السورية مثل الجزر في بحر من مناطق سيطرة المعارضة.
بيد أن القوات الحكومية قامت في نهاية نفس العام من السيطرة على مدينة السفيرة و فكت الحصار عن المدينة بالأضافة الى معامل الدفاع بالقرب من السفيرة و صولا الى منطقة الراموسة جنوب حلب بالأضافة الى سيطرتها على اللواء 80 بالقرب من مطار حلب الدولي.
في نهاية العام و بالتحديد بتاريخ 20 من ديسمبر قامت المعارضة المسلحة بهجمات أنتحارية مستشفى الكندي لعلاج أمراض السرطان ، أفضت في نهاية الأمر في السيطرة على المستشفى ، أحد أضخم المستشفيات الحكومية السورية.
حلب 2014 “أنهيار الفصائل”
القوات الحكومية السورية تتمدد بتجاه الريف المتاخم لحلب
شكل أنفجار الأحداث بين الفصائل المنضوية تحت لواء المعارضة السورية المسلحة بكافة تشكيلاتها و بين ما يسمى بتنظيم الدولة الأسلامية في العراق و الشام “سمي لاحقا بتنظيم الدولة الأسلامية” منعطفا كبيرا ، فقد نجح التنظيم في أنتراع مناطق شاسعة من الريف الحلبي و ذلك من خلال السيطرة على مكامل الريف الشرقي الملاصق للمدينة من الجهة الشرقية هو ما أعتبرته القوات الحكومية فرصتها الذهبية محاصرة الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة.
نجحت القوات الحكومية في أستثمار الأقتتال الحاصل بين الفصائل المسلحة ، فسيطرة تباعا على نقيرين و حيلان و البريج و صولا الى نجاح قواته بفك الحصار عن سجن حلب المركزي فأضحت قواته على مرمى حجر من بلدتي نبل و الزهراء المواليتين للحكومة السورية من جهة و من جهة أخرى أقتربت من طريق الكاستيلو أخر طرق الأمداد للمعارضة المسلحة بتجاه الأحياء الشرقية و التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
حلب 2015 “كر و فر”
سيطرة القوات الحكومية السورية في بداية عام 2015 على تلة المضافة و قرية حندرات “القريبة من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينين” بالأضافة قرية باشكوي و منطقة الملاح و مزارعها و أصبحت تفصلها عدت كليومترات عن بلدتي نبل و الزهراء.
في غضون ذلك العام ، شكلت المعارضة المسلحة أئتلافاً من الفصائل المعارضة السورية ، تكون جزء كبير منه من الفصائل الأسلامية ، فنجح هذا الأئتلاف بالسيطرة على معظم محافظة أدلب المجاورة لمدينة حلب ، و كما هو الحال شكلت المعارضة التي تقاتل في مدينة حلب أئتلاف خاص بها أطلقت عليه ب”فتح حلب”.
في ٣٠ من سبتمبر من نفس العام بدأ التدخل الروسي العسكري ، لتقلب موازين القوى لصالح القوات الحكومية السورية ، و بعد حوالي شهر و نصف شنت القوات الحكومية هجوم شاسع على الريف الشرقي للمدينة حلب و فكت الحصار عن مطار كويرس العسكري و الكلية الجوية فيه.
حلب ٢٠١٦ “الأنحدار الى الهاوية”
فك الحصار عن بلدتي نبل و الزهراء
بعد بدأ التدخل العسكري الروسي في شهر سبتمبر من العام ٢٠١٥ و قد نالت محافظة حلب نصيب وافر من المجهود الجوي الروسي. حولت القوات الحكومية مجهودها العسكري نحو بلدتي نبل و الزهراء فقامت بهجوم مفاجيء سيطرت خلاله على بلدات حردتين و معرسة الخان و ماير و فكت الحصار عن البلدتين الذي طال لمدة ٣ سنوات عليها ، فقطعت أحد ابرز طرق الأمداد الى داخل المدينة خلال شهر فبراير.
أستمر الهدوء يخيم على مجمل جبهات حلب ، بستثناء الأشتباكات التي حدثت داخل المدينة بالقرب من حي مدفعية الزهراء و مبنى المخابرات الجوية في المدينة و لكن مجمل هجمات المعارضة كتب لها الفشل.
بتاريخ ٦ من يوليو و الذي يصادف ثاني ايام عيد الفطر ، شنت القوات الحكومية السورية هجوماً على مزارع الملاح الجنوبية المحاذية لطريق الكاستيلو و قطعت الطريق نارياً لعدة ايام ، قبل أن تثبت نقاطها العسكرية فعلياً على الطريق الدولية ، فأضحت الأحياء الشرقية من حلب محاصرة بالكامل.
القوات الحكومية السورية تسيطر على طريق الكاستيلو شريان المعارضة الأخير بتجاه مدينة حلب