العنف المدرسي ظاهرة يكتوي بها الطالب و المعلم و المجتمع
المعمري:” الطالب لا يستحق الضرب مهما كان السبب”.
الكيتاني:” الظاهرة تبدت وكأنها شيء روتيني لدى الطالب…”.
تعتبر ظاهرة العنف ضد الطالب في المدرسة هي احدى الظواهر التي انتشرت في مجتماعتنا في هذه الايام، حيث نرى بأن المدارس اصبحت مكان قد يرتاب منها الطالب وقد يتخوف من الذهاب إليها في في تفاقم هذه الظاهرة وظهور ما يتماشى معها من الظواهر كالتنمر الطلابي داخل المدارس. وهي أيضا يمكن ان نتعبرها احد الظواهر التي تهدد كيان المستوى التعليمي في مجتمعنا، مما شكلت الكثير من القلق بين أفراد المجتمع المدرسي، فضرب الطالب من قبل المعلم لا يقتصر ضرره فقط في الناحية الجسدية بل يتطور إلى أن يصبح حالة نفسية و تكاد أن تكون مزمنة.
تحقيق –مروان الجابري
ترغيب أم تنفير.
وفي هذا الشأن وفي الحديث ما ان ان كان الطلاب يستحقون الضرب او العنف المتخذمن قبل المدرسة او لا. صرح المعلم يعرب المعمري معلم كيمياء بمدرسة سعيد بن جبير للتعليم الأساسي من(5-10). “على أنه لا يوجد طالب يستحق الضرب مهما كان الأمر فادحاً، أما العقاب فيستحقه المخل بنظام الأدب او المعيق لسير العملية التعليمية”.
حيث أوضح أن المعلم اللاجئ للضرب ليس بمعلم، أما العقاب فيستخدمه المعلم كأحد أساليب التربية و أنه يرى العقاب بحرمان من شيء ماء او التكليف بشيء ما دون المساس بكرامة الطالب. و أضاف بأنه لا يوجد حدود للضرب الطالب مهما فعل لا يضرب سواء بظهور قانون منع ضرب الطالب أم بعدمه.
كما أضاف في القول هنا الطالب أمجد الفهدي، طالب في جامعة السلطان قابوس. ابدا رأيه كونه مر في هذه المرحلة الدراسية :” حيث ذكر ان ليس من العدل للمعلم ان يقوم بهذه الاعمال ضد الطالب، وليس له الحق القيام بها حتى وإن كان الطالب لا يتبع قوانينه ولا أنظمتخ، فهناك العديد من الطرق التأديبيه يمك نأن يلدأ لها المعلم من غير انه يقوم بهذا الضرب، فيمكن ان يحرمه من درجاته او يرسبه في المادة وما الى غير ذلك ولكن يتوجب عليه الامتناع كل الامتناع عن الضرب”.
ومن البديهي القول ان الطالب بالرغم ما يقوم به وما يفعله، إلا ان تبقى له كرامة ورفعة شأ، لا يمكن لأي شخص ان يتعداء عليها. لان هذا قد يعتبر مخالف لقوانين الحياة لان و بطبيعة الحال التدخل والتعرض على شيء ليس لك به هلاقة قد تكلف نفسك الكثير. إن هذا الاسلوب المتخذ ضد الطلاب قد يؤدي الى تكوين نظره سلبيه على المدرسة و تاخذه الافكار تجعله يتوهم اشياء بسببه يكره الدراسة، ومنهم من يتعقد نفسيا.
كما ادلى عبدالرحمن الناصري برأيه قائلا:”أرفض كلمة العنف سواء كانت في المدرسة أو في أي مكان آخر فهي ثقيلة على المسامع وذات آثار نفسية عميقة إن وقعت. وأعتق ان أسلوب الضرب في المدرسة يسبب الأذى النفسي للطالب ويولد لديه ردود فعل مغايرة تقوده في النهاية إلى العدوانية .ومن وجهة نظري أعتقد ان افضل طريقة لتقويم سلوك الطلبة هو اتباع طرق العقاب النفسي واعتماد أسلوب الحوار الذي يمنحهم الثقة بالنفس”. وأضاف أيضا:” فالعنف الجسدي أو اللفظي إهانة للطالب وهو ما يضعف من شخصيته وتهز ثقته بنفسه. وأرى بأن المدرس الكفؤ يعرف كيف يتعامل مع طلبته بحب وتقدير دون اللجوء الى العنف.”
أنواع العقاب التي يمارسها المعلم للطاب
وقد قال المعلم يعرب المعمري بأنه قبل وبعد ظهور القانون انه لديه القناعة التامة بأن الطالب مهما فعل لا يضرب ولا يهان ،و أنهم كتربويين وكمربين لهؤلاء الابناء عليهم إيجاد كافة الحلول وتجريب جميع الطرق والمحاولة قدر الإمكان من التوصل لحل دون المساس بكرامة الطالب،
و أضاف بأن “أفضل آلية متبعة هو أن يكون المعلم صديقاً للطالب وان تكون العلاقات الإنسانية بينهم متعمقة جداً والتخلي عن تلك الحواجز التي يمارسها بعض المعلمين تجاه طلابهم.” ومن أنواع العقوبات التي من الممكن أن تستخدم في المجتمع المدرسي الحرمان و التكليف و ليس الاحراج والعنف الإحراج.
يقول الطالب مازن الكيتاني ان المشكلة (العنف المدرسي) غير مستغربة بل انها تزداد يوماً بعد يوم وان السبب في انتشارها هو الضغط الأسري على المعلم و الطالب ونظام المدرسة الذي يخلو من الحيوية حيث يلزم الطالب (بمسك) مقعده من الصباح وحتى الظهر مما يكون لديه حالة من الملل. وأضاف الكيتاني ان سبب ظهور العنف من الطالب تجاه معلمه لا يأتي إلاّ بعد عنف المعلم تجاه الطالب نفسه سواء عنفاً جسدياً أو نفسياًن لان اي فعل يتلقاه المعلم من الطالب هي نتيجة الى كل ما عامل به الطالب من عنف وتنمر.
و لمشيراً إلى ان العنف النفسي أشد بكثير من العنف الجسدي وعن ماهية العنف النفسي الذي يستخدمه المعلم أوضح قائلاً: ” ان بعض المعلمين يتوعد لطالب بأنه لا ينجح في نفس المنهج الذي يقدمه له المعلم مما يجعل الطالب يغضب ويواجهه بسلوك أشد اما بشتم المعلم أو بضربه أو بتخريب ممتلكاته والتشهير به كتوزيع أرقام هواتفه الخاصة على الممرات أو كتابة عبارات غير لائقة على منزل هذا المعلم مضيفاً ان هذا السلوك من الطالب يعتبر غير لائق بطالب العلم الذي لابد ان يحترم معلمه ومطالباً في الوقت ذاته المعلم بعدم تجاوز الأنظمة وخصم الدرجات على الطالب بدون أسباب مقنعة”.
تطبيق هذا القانون سابقا.
أشار المعلم المعمري إلى تطوقه الشديد في أن يطبق هذا النظام سابقاَ في جيلهم حيث قال:” كم اتمنى انا يعود بنا الزمان ويطبق والكثير من جيلنا يردد تلك العبارة ” ضُربنا ولم نتأذى ” ولكن في حقيقة الأمر وبالأخذ بالتفاصيل الدقيقة في شخصياتنا نجد أن ذلك الضرب لابد وإن ترك أثراً في شخصيتنا ولكننا لسنا منتبهين له مهما كنا أقوياء فأنا أعتقد أن شخصياتنا تأثرت بالضرب الذي مورس علينا”.
أوضح الأستاذ يعرب أهم مقترحاته لتقليل حدوث العنف كالضرب و غيره على الطالب والتي تشمل لائحة شؤون الطلاب صارمة و اتخاذ اجراءات صارمة ضد من يمارس التعنيف ضد الطالب، تأهيل المعلمين بإدراجهم في برامج و دورات في كيفية التعامل مع الطلبة دون اللجوء للعنف و التعريف بالأضرار التي من الممكن أن تلحق بالطالب في حال تعنيفه و ذلك بإقامة محاضرات توعوية و ندوات يؤديها متخصصون في علم نفس نمو الطفل و المختصين بشؤون الطلاب.
وقد قدر أن مستوى التعنيف قد قل بنسبة 41% بعد ظهور قانون منع ضرب الطالب.