مخترعون عمانيون نبض آخر في وريد الوطن …ولـــكن ؟!
كتبت: نوره الوردية
ثروات وطن تركن على رفوف الاهمال!!
مخترعون ..على رصيف الانتظار ؟!
الرواحي: موضوع الدعم مازال خجولا لأبعد الحدود
السيابي: ابتكاراتي اخرج بها في احدى الدول لتلاقي طريقها.. اما هنا لا جديد حاليا !
العامري: يجب رسم خارطة للمخترع العماني لأجل أن يكون على دراية بكامل المسار الذي سيتجه فيه
حين تبدع عقولا نيرة، حين تتطلع اعينهم للإنجازات، هم بصمة على جبين الوطن، هم ثروة تطلعت الى حمل اسم الوطن على اكتاف راية المجد، مخترعون عمانيون نسجوا احلامهم ولكن تبددت آمالهم .. هم يبحثون عن بيئة حاضنة لهم ولابتكاراتهم تكون بمثابة مظلة يتجمعون تحتها، يبحثون عن دعم لابتكاراتهم لترى النور يبذلون قصارى جهدهم ليفرغوا طاقاتهم ويفجروا ابداعاتهم لكن القلة من تلتفت وتقدر هذه الجهود، في هذا الشأن قمت بالتحدث مع جهات مختلفة لمناقشة الصعوبات والتحديات التي يعاني منها المبتكر العماني .
مخترعين عمانيين:
هلال السيابي واح من أبرز المخترعين العمانيين يقول :اخر اختراعاتي هي اجهزة خاصة بالمعاق حركيا ككرسي يتحرك باهتزاز الرأس وهو خاص بمرضى الشلل الرباعي وهو بمميزات جديدة مثل التحكم الحركي والتوقف بواسطة ميلان الرأس وايضا ذو سرعات متعددة وانذارات لاسلكية ويتم تعقبه بواسطة الشبكة عن طريق الهاتف وكذلك مصعد خاص لهم مع كراسيهم للمساجد والمنازل المرتفعة قليلا ، ايضا من اختراعاتي اشارة مرور متنقلة لتسهيل حركة السير تعمل لاسلكيا وتعرض لوحات المرور المختلفة، اما فيما يخص الدعم فيقول نعم . تلقيت دعم واشكر كل من قام بدعمي ماديا ومعنويا واعلاميا ولكن ما زال هذا الدعم غير كافي برأي والخطوات الحكومية من وجهة نظري لا بأس بها ولكن يبقى دور القطاع الخاص وهو الاهم ففي كل دولة في العالم يكون اهتمام القطاع الخاص واقتناعه بالفكرة هو الذي يصنع الاختراعات ويتبناها ويصنعها للعالم والواقع يشهد على ذلك و هناك العديد من التحديات التي تواجه المخترع من اهمها عدم وجود المستثمرين الجادين في اخراج فكرة المبتكر ناهيك عن فقدان آلية خطوات منهج البحث العلمي لدى المبتكر نفسه أما ابتكاراتي اخرج بها في احدى الدول لتلاقي طريقها ، اما هنا لا جديد حاليا.
مشيرا إلى ان هناك احتياجات يحتاجها المخترع العماني حتى نصل بالاختراعات العمانية الى مستوى متقدم يتنافس مع الدول المتقدمة في هذا المجال واضاف : السلطنة تحتضن كثيرا من المبدعين والمفكرين في شتى المجالات الا انهم يحتاجون بعضا من الدورات في التخطيط الهندسي للابتكار كي يصبح ابتكاره في النهاية قابلا للتصنيع ومنافسا في السوق وارى انه من المهم جدا تكثيف الاهتمام بالمفكر والمبتكر العماني من قبل مختلف شرائح المجتمع وبدءا من الاسرة .
ولكن للأسف فالمخترع يضطر لدفع رسوم ، واخبرنا المسؤولين عن ذلك مرات عدة على ان يعفى الطلبة من دفع الرسوم على اقل تقدير .
اختراعات تم تكرارها:
يقول الاستاذ طلال الرواحي مدرب في التنمية البشرية من وجهة نظري اول تحدي يقف اما المبتكر العماني هو موضوع الدعم لابتكاراتهم واقولها بصريح العبارة ان موضوع الدعم ما زال خجول لأبعد الحدود واذا تم دعمهم فإن هذا الدعم يكون بأشياء بسيطة ، ثانيا ان بعض المخترعين انفسهم تكون اختراعاتهم او ابتكاراتهم مكررة لا تنجم عن الاصالة وانما قد تكون عرضت في مكان معين وتم تكرارها هنا، لذا تكون نظرة اصحاب القرار لها نظرة بعيدة نوعا ما لكن هذا لا يعني عدم وجود ابتكارات اصيلة لدينا ابتكارات ولكن تحتاج لمن يحتضنها ويدعمها وموضوع البيئة الحاضنة كذلك احدى هذه الصعوبات فما زلنا لا نمتلك تلك البيئة او المظلة التي تحتضن كل المبتكرين ، رغم ان معظم الدراسات تشير الى انه يجب قبل كل شيء ان نهيئ البيئة الحاضنة ومن ثم نبحث عن المخترعين .
مضيفا أنه من الاهمية توفير البيئة الحاضنة للمبتكرين ومن المفترض ان يتم ذلك بوقت مبكر ، وانني اتعجب انه وللآن لا توجد هذه البيئة او السقف التي يتجمع تحته كل المبتكرين ، لذا نجدهم لا يعرفون اين يتوجهوا باختراعهم هل لمجلس البحث العلمي ، ام لوزارة التجارة والصناعة ام الى جامعة السلطان قابوس لتدعم وتحتضن اختراعه ام الى اين ؟؟
فالرسوم التي يدفعها المخترع تعد عقبة بحد ذاتها تقف امام المبتكر فبدلا من تقديم الدعم له واعفاءه من هذه الرسوم يقوم بالدفع بعض المخترعين يكونوا طلاب مدارس من اين لهم ليقوموا بالدفع ، ويضيف نحن بحاجة لهذه الطاقات وهؤلاء بذلوا جهودهم وصاغوا افكارهم وحولوها على ارض الواقع وبالنهاية يطلب منهم الدفع بدلا من اعفاءهم من ذلك، اضافة لذلك فإن المسؤولين في كل البلد ينادوا بتطوير وتبني الشباب ومحدد ميزانية ضخمة لهذا الموضوع .
لدينا مخترعين عمانيين لا بأس بهم وفي المقابل ولا منتج او اختراع تم تبنيه ليظهر على ارض الواقع لا زالت منتجاتنا متواضعة وخجولة واذكر من هؤلاء المخترع هلال السيابي قمت باستضافته عدة مرات في برنامج ‘‘ انت كما تريد‘‘ وفي كل مرة اقوم بسؤاله : متى نرى اختراعاتك تشترى وتباع وفي كل مرة لا يدري بما يجيب او انه يقول قريب والان ثلاث سنوات تقريبا مضت ولم نرى ذلك . وأن المنتجات العمانية تفتقر للثقة وهذه من اساسيات تسويق أي منتج ، نحن لا نمتلك تلك الثقة التي تجعلنا نتوجه للمنتجات الوطنية دون غيرها فمنذ كنا في الصغر قاموا بالترسيخ في اذهاننا فكرة اننا لا نعي شيئا واننا نصنف من الدول المتخلفة ، ثم ما ان كبرنا قليلا قالوا لنا انتم من الدول النامية ثم من الدول النائمة الى ان فقدنا الثقة بأنفسنا وصدقنا فكرة انه لا فائدة منا وحالما نرى مخترع عماني فإننا نتعجب معقولة مخترع وعماني !!؟ أما عن الحوافز التي يتم تقديمها ويشارك العديد من المخترعين، الذين بذلوا جهدا وعملوا بجدية في النهاية من الممكن ان يتم شكر ودعم الاوائل اما الذين لم يحصلوا على مراكز اولى فلا يتم دعمهم وهذا بشأنه ان يؤدي لإحباطهم واوضح انه لا يوجد لدينا تحفيز حقيقي للمخترع او المبتكر العماني بعيدا عن الشعارات وبعيدا عن المحاباة ، وكذلك يجب ان تعزز الجهود المبذولة وتكرم بعيدا عن المحسوبية وانه من المهم ان نكون منصفين مع انفسنا ومع المبدعين
تشجيع الابتكار والمبتكرين:
الاستاذة ريا المنذري / نائبة رئيس اللجنة الوطنية للشباب تقول هناك العديد من التحديات التي تواجه المخترع العماني من أبرزها افتقاده للبيئة الحقيقية التي تأخذ بيده في تحقيق طموحه بتحويل اختراعه إلى واقع حقيقي ملموس، يقدم الجدوى الفعلية منه ويسهم في خدمة الوطن خصوصا والعالم عموما.
وبعيدا عن المسميات وفي ظل وجود جهات معنية بالابتكار من الأهم التركيز على وجود بيئة حاضنة للمبتكر العماني؛ لما لها من دور كبير بالتأكيد في دعمه معنويا -قبل كل شيء- حيث يشعره هذا الجانب بأهميته وقيمة نتاجه، كما أن لهذا الأمر دورا في صقل قدراته والارتقاء بمهاراته، بالإضافة إلى ترجمة أفكاره الإبداعية إلى واقع عملي وهذا ما يطمح إليه كل مبتكر. وهنالك رسوم بالفعل تفرض على المخترع العماني عند رغبته في تسجيل براءة اختراعه، وبغضّ النظر عن قيمتها إلا أنني أرى -من وجهة نظري -أنه من الأهمية بمكان تسهيل هذا الأمر بتخفيض الرسوم أو إلغائها كجانب تحفيزي مهم لصاحبها؛ كونه قدم نتاجا إبداعيا من شأنه أن يخدم مجتمعه، ويجعله قادرا على التنافس به عالميا بما يشرّف السلطنة.
وتضيف المنذرية : هناك ثمة جهود قائمة تبذل من قبل الجهات المعنية في تشجيع الابتكار والمبتكرين تستحق التقدير، وأذكر منها مجلس البحث العلمي الذي يبذل جهودا قيمة في سبيل توفير الدعم المناسب للابتكار العلمي، وأعتقد أن مركز الابتكار الوطني الذي أعلن عنه منذ فترة سيسد الكثير من جوانب النقص في دعم المبتكرين، كما أن هنالك حاضنات للابتكار تم تطبيقها في بعض مدارس السلطنة لتكون بمثابة البيئة المشجعة لدعم المبتكر منذ مرحلة باكرة من عمره.
وتشير الى دور اللجنة الوطنية للشباب في دعم ورعاية المخترعين العمانيين قائلة : دور اللجنة الوطنية للشباب يتمثل في التنسيق مع الجهات المعنية بالمبتكرين والمخترعين لإيصال أصوات احتياجاتهم وتطلعاتهم وبخصوص هذا الشأن تم تنظيم حلقة نقاشية للمبتكرين بالتعاون مع مجلس البحث العلمي ودائرة شؤون الابتكار بجامعة السلطان قابوس للتحاور مع المبتكرين والمخترعين في أبرز تحدياتهم وتطلعاتهم، كما نظمت -بالتعاون مع حملة مبدعو عمان التطوعية- معرضا للابتكارات العمانية وصاحبه مؤتمر للمبتكر العماني تضمن العديد من جلسات الحوار وأوراق العمل بحضور الجهات المعنية بهذا المجال.
تحديات وعقبات:
محمد بن حمود بن سلطان العامري _ نائب رئيس مجلس إدارة ‘‘حملة مبدعو عمان التطوعية‘‘ يقول في هذا الشأن هنالك الكثير من التحديات التي تقف عائق كبير أمام المخترع العماني ومن خلال تواصلي معهم ومشاركتهم في عدة ملتقيات ومعارض اكتشفت بأنه لا يوجد تواصل بين الجهات المعنية في ذلك، وأيضا عدم معرفة وإلمام المخترع العماني بمسار الاختراع وكيفية تطويره وانتاجه، وكما لا أنسى المبالغ المحددة من أجل تسجيل الملكية الفكرية كبيرة ليست في متناول الايادي وخاصة طلبة المدارس والجامعات والكليات، ايضا لا يوجد من يقف بجانب المخترع العماني خلال حصوله على مراكز متقدمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، اضافة لذلك الأنظمة الصارمة المحددة وتأخر تسجيل براءة الاختراع.
ويضيف العامري ان المخترع العماني يحتاج الى عدة اشياء لكي يتنافس مع الاخرين من المخترعين ولكي يبرز واول هذه الاحتياجات رسم خارطة للمخترع العماني لأجل أن يكون على دراية بكامل المسار الذي سيتجه فيه، ايضا يحتاج إلى توفير الإمكانيات بمختلف أنواعها، ولا ننسى تسهيل جميع الأنظمة والقوانين المعمول بها في وزارة التجارة والصناعة وتسريع موافقات براءات الاختراع وتوفير جهات معنية في عملية الإنتاج والتسويق للاختراع، ولا ننسى أهمية وجود جهة مستقلة تكون مرجع للجهات الأخرى المعنية وتكون مركزا للمخترعين العمانيين، ويجب أن تعطى جرعات تحفيزية للمخترعين والوقوف بجانبهم إلى نهاية مشوار الاختراع، كما يجب أن ترفع الرسوم وتكون مجانا للطلبة وذوي الدخل المحدود.
أما عن المبالغ التي يدفعها المخترع نطالب الجهات المعنية بتخفيضها أو اعفاء الطلبة منها ليكون داعما للمخترعين في مشوارهم، وايضا يجب الإسراع في عمليات التسجيل لبراءات الاختراع حيث ان الكثير يشتكي من التأخر فيها، ويجب ان نركز على توفير كتيب ارشادي لهم يساعدهم ويسهل لهم المشوار، كما لا ننسى أن على الجهات الأخرى المساندة والدعم لهم في التسجيل ودفع الرسوم وغيرها من الالتزامات المالية المترتبة على الاختراع.
الحمد لله السلطنة في تقدم مستمر في هذا المجال والجهات المعنية تعمل جاهدة في تقديم الدعم للابتكار العلمي وعلى رأسهم مجلس البحث العلمي، وأوجه كلمة شكر لكل من إدارة ‘‘حملة مبدعو عمان التطوعية‘‘ وشركة الساحل الشرقي واللجنة الوطنية للشباب في تنظيم معرض الابتكارات العمانية الأول في مركز عمان الدولي للمعارض السنة الماضية وسيكون هذا الحدث سنويا ، وهو داعم كبير للمخترعين العمانيين لتوصيل اختراعاتهم للجهات المعنية في ذلك ولهم كل الشكر والتقدير على هذه المبادرة .
فالمؤسسات المختصة لها جانب كبير في دعم المبتكرين وتقديم الحوافز لهم ويكون ذلك من خلال إقامة المسابقات، والجوائز المقدمة لا بأس بها ، لكن ماذا بعد المسابقة سيتم ركن المخترع وعدم متابعته للأسف ، ويكون اختراعه فقط عرض بالمعارض. ان ما يحتاجه المخترع دعم وتوفير ما يلزمه من امكانيات ، وعمل دراسة جدوى لاختراعه لتحويله لمنتج يستفاد منه وليس عرضا مركون.
اما بالنسبة لمدى تطبيق مؤسسات القطاع الخاص في تخصيص نسبة من برامج المسؤولية الاجتماعية في دعم المبتكر العماني فيصرح العامري قائلا: للأسف القليل جدا الذي يخصص مثل هذه النسب ، والكثير لا يعي بأهمية المخترع العماني، أتمنى تكاتف الجهود وايصال صوت المخترع للجهات الخاصة لتكون شريكا في الدعم، ذلك لأن الجهات الخاصة إلى الآن لا توجد نسبة محددة من الدعم للمخترع العماني.
جهود مبذولة:
دور مجلس البحث العلمي ممثلا بدائرة الابتكار: اهم الجهود القائمة في دعم ابتكارات المواهب الشابة والتي تتلخص في احتضان الشباب العماني المبتكر وتقديم الخدمات الممكنة لتحويل ابتكاراتهم إلى واقع وذلك وفق خطوات متبعة ومنظمة بدايتها تحويل الأفكار الابتكارية الى منتجات او خدمات او مشاريع ذات قيمة تجارية، واقامة دورات تدريبية تتعلق بالابتكار وايضا يتم دعم الابتكار لخدمة الصالح العام وذلك عن طريق: تدريب وتوجيه المبتكرين، تقديم الدعم المادي والتقني واللوجستي ادارة الملكية الفكرية والتواصل المعرفي للمبتكر بمؤسسات البحث والتطوير والمؤسسات الحكومية والوكالات الدولية، والعمل على ايصال الابتكارات الناجحة الى الجهات الداعمة. وذلك لخلق معرفة ومنفعة تخدم التجارة والأسواق والاقتصاد وتحقيق الفائدة للمجتمع والوطن. وهناك مراحل يتبعها مجلس البحث العلمي لتطوير وتنفيذ الابتكار اولها الإعلان اما بالنسبة للمرحلة الثانية فهي تقديم ورشة عمل لفهم وتطوير الابتكار لعدد (100) مبتكر مرتين سنويا كما يتم تقديم استشارات لتطوير الفكرة، كتابة مقترح قصير وتسليمه ومراجعه وتقييم أولي يليها المرحلة الثالثة والتي يتم فيها دعم حقوق الملكية الفكرية وتطوير مقترح شامل من ثم اختيار جهات تنفيذ المشروع و إعداد الاتفاقيات واخيرا المراجعة والموافقة النهائية اخر مرحلة يتم فيها تصنيع النموذج واجراء التعديلات للتحقق من فاعلية ونجاح النموذج و اتمام المشروع من ثم تقديم ورشة عمل متقدمة في التسويق التجاري وريادة الأعمال والتخطيط الإداري والتجاري كما يتم تجسير إنشاء مؤسسة متوسطة/صغيرة مع الاحتضان والتمويل تعاونيا مع الجهات المعنية.