قطعن اقدامهن لإرتداء الحذاء.. قصة سندريلا المختلفة جدًا!
هل قصة سندريلا حقاً مناسبة للأطفال؟ بالطبع، سيجيب مُعظمنا بـ”نعم”، بسبب النسخة اللطيفة التي قدمتها ديزني، والمختلفة عن القصة الأصلية المأخوذة من التراث الأصلي.
وسندريلا قصة الفتاة الجميلة المضطهدة من قِبل زوجة الأب وبناتها، وبعد فترة يتغيّر مصيرها لتصبح أميرة.
لكننا لن نتناول القصة المشهورة، التي صُوّرت في العديد من الأفلام والأعمال الفنية، وإنما القصة الأصلية، التي ربما تكون غير مناسبة للأطفال.
وقصة سندريلا تُراث شعبي متناقل عبر الشعوب والثقافات المُختلفة، وبالطبع لم تكن البطلة في كل نسخة تُدعى سندريلا، ففي الثقافة الصينية مثلاً كانت تُدعى Ye Xian، والثقافة الروسية Zolushka، والألبانية Hirushja، وzolushka في الروسية، وغيرها، وجميعها لا تُنطق “سندريلا”.
قبل 2.200 سنة، في نحو عام 860م، ظهرت النسخة الأقدم في الصين “Ye Xian”، في تلك النسخة، Ye Xian هي فتاة ذكية رائعة الجمال تقطن بمنطقة يُرجح أنها Wudoung الصينية، ولديها مهارات كتابة الشِعر وصناعة الأواني الفخارية.
والدها كان زعيماً لساكني الكهوف، متزوج بامرأتين، توفيت إحداهن وهي والدة Ye Xian لتصبح تحت إمْرَة زوجة أبيها اللئيمة وبناتِها.
وسط حياتها المأساوية كانت تجد راحتها عند نهر قرب منزلها، حيث صادقت سمكة يُقال إنها حارسة النهر السحرية، لكن زوجة أبيها قتلت السمكة، فاحتفظت البطلة بعظام السمكة المسحورة التي ساعدتها على اقتناء حِلتها المناسبة لحفل رأس السنة، الذي كانت تقيمه زوجة أبيها كل عام، ومن ثمّ انتهت القصة بالنهاية السعيدة الشهيرة.
أما في الموروث الإيراني، للقصة بداية مختلفة، حيث “Maah Pishànih” بطلة تلك النسخة تقتل والدتها لتساعد جارتها على الزواج بأبيها، ومع الوقت تكتشف لؤم زوجة أبيها وبناتها فتشعر بالندم وتضيق بالوحدة، فتُؤثِر صداقة بقرة يُقال إنها تجسيد لروح والدتها المتوفاة.
بعض الروايات تقول إن صديقتها كانت سمكة والبعض الآخر يذكر أنها سيدة تبلغ من العمر 100 عام، ولتحمُّلها المهانة والإذلال تمت مكافأته بجوهرة على شكل قمر، على مقدمة جبهتها، ويُقال نجمة على ذقنها، وأحياناً يُقال شعرٌ ذهبي طويل.
ويوماً ما في إحدى احتفاليات السلطان، انكشف وجهها فرآه السلطان فشعرت بالحرج وغادرت على الفور، ينبغي لهن إخفاء وجوههن أمام الرجال، كما تقول الحكاية، لكن السلطان كان قد أحبها وبحث عنها، وانتهت القصة بالنهاية المعتادة.
الأخوان غريم
بدأ الأخوان غريم بجمع وتنظيم القصص والحكايات الشعبيّة، وفي عام 1810 أصبح لديهم مجموعة من الحكايات التى كتبوها، بعد دعوتهم للحكّائين ورواة القصص في منزلهم، للاستماع إليهم وتدوين ما يسردونه، بالإضافة إلى قصص خادمة أحد الأخوين.
وبعد أن تجولا في البلاد وجمعا المزيد من القصص، التي كان بعضها ذا أصول فرنسية وأوروبية مختلفة، قدموا لنا سندريلا، وسنووايت، والأقزام السبعة، والبجعات الست، وذات الرداء الأحمر، وغيرها من الحكايات الشهيرة.