لقلة الدعم وغياب الاهتمام.. استخراج الملح في السلطنة مهنة تحتضر
ارتبط العماني بالبحر واعتاش عليه وعمل في خدمته, استخراج الملح أحدى مهن سكان الساحل والتي بدأت تتقلص لقلة المردود وشقاء المهنة. فالبرغم من أهمية وجود مصنع ينتج الملح ليمثل إضافة اقتصادية للصادرات وأحد الموارد التي لا تحظى بها الكثير من الدول, إلا أنه لم يتحقق على أرض السلطنة. فبحيرات الملح الشاطئية في السلطنة لا يستفاد منها إلا من خلال مبادرات فردية فقط لبعض المواطنين.
سكان السواحل يعملون على جمع الملح في أوقات الجزر حيث يتراجع البحر إلى الشواطئ لتبقى مسطحات الماء محصورة في هذا المكان ثم يتبخر الماء تحت أشعة الشمس ليبقى الملح.
ملح نقي دون إضافات، والخصائص التي يتمتع بها عالية كونه نقي من المواد الاصطناعية المضافة. ويمر استخراج الملح بالساحل بعدد من المراحل يبدأ بتخصيص أحواض مائية لتخضع لعملية تبخر طبيعية من خلال الحرارة وضوء الشمس فيتبخر ويبقى الملح. وبعد ذلك يتم تجفيف الملح من الماء المتبقي وتنقيته ومن ثم تخزينه. وتستغرق عملية التصنيع من اسبوع إلى 10 أيام, ولذا يعتبر موسم الصيف هو المثالي لذلك بسبب الحرارة العالية.
وتتمتع السلطنة بتعدد أماكن جمع الملح فمنها ما يوجد وسط الصحراء ويطلق عليها “قارة الملح” الموجودة بقرن العلم المنطقة النفطية في وسط عمان, تلك التي عُرف ملحها باسم ” ملح عريشي”. حيث يكّون الملح في هذه الجبال طبقة في باطن الارض ويطلق عليها “طبقة العراء” نسبة إلى تعري الأرض وجفاف مياه البحر, وهذا الملح هو من أقدم الأملاح الموجودة على سطح الأرض وعمره يصل إلى قرابة 540 مليون سنة .
ويعد الملح من السلع الثمينة في الأوقات السابقة ، حيث يستخدم كملح للطعام ، كما كان يستخدم لتسمين المواشي وعلاج بعض الأمراض الجلدية للإنسان والحيوان, إضافة استخداماته في حقول النفط.