ختام المؤتمر العربي الإقليمي للأمن السيبراني بشرم الشيخ
اختتمت اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر الإقليمي الخامس للأمن السيبراني والذي ينظمه المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات -ومقره السلطنة- بمشاركة 39 دولة عربية وإقليمية. وقد رعى حفل الختام معالي المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجمهورية مصر العربية وبحضور رؤساء مراكز الأمن السيبراني في الدول المشاركة ومن المتخصصين وصناع القرار في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
توصيات
خرج المؤتمر بجملة من التوصيات من أهمها: ضرورة استكمال انشاء المراكز الوطنية للأمن السيبراني والاستجابة للطوارئ المعلوماتية بالدول العربية، وتخصيص يوم عربي موحد للأمن السيبراني لتعزيز الوعي الأمني المعلوماتي، كما أوصى المؤتمر بإعداد استراتيجية استرشاديه للأمن السيبراني للدول العربية تتناول الجوانب التقنية والقانونية وبناء القدرات والجانب التقني، وبضرورة وضع خطط وطنية للاستجابة للطوارئ المعلوماتية والتعاون في صد الهجمات الإلكترونية بالدول العربية.
تعاون عربي
وحول أهمية المؤتمر في توثيق التعاون العربي يقول الدكتور شريف هاشم نائب الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بجمهورية مصر العربية: “إن الدول العربية تواجه تحديات كبيرة في الفضاء السيبراني وأعتقد بأن هناك فرص كبيرة للتعاون البيني على مستوى السياسات والاستراتيجيات في الجانب التقني والتنفيذي ما بين مراكز الاستجابة لطواري المعلومات والشبكات، ولدينا على المستوى العربي من المراكز التي يمتلك إمكانيات بشرية وتقنية لمواجهة تلك التحديات ومنها المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني ويبقى أن نرفع من وتيرة ذلك التعاون لتحقيق الحماية المطلوبة”.
ويؤكد المهندس بدر بن علي الصالحي (رئيس المركز العربي للأمن السيبراني ومدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات) على أن مواجهة التحديات في الفضاء السيبراني يتطلب العمل على وضع السياسات والاستراتيجيات وتدريب الشباب العربي على التعامل مع مخاطر الأمن السيبراني وكذلك توفير التقنية الحديثة والبرامج المصنعة عربيا وعدم الاعتماد على الدول الأخرى في توفير تلك التقنية”. وترى رودة الأمير من الاتحاد العربي للاتصالات بأن وجود التكنولوجيات الحديثة خلقت مزيدا من التحديات اللامحدودة والتي تتطلب تعاونا من كاف الدول، وبان عقد مثل هذه المؤتمرات سيساهم في تبادل الخبرات بين الدول.
محاور المؤتمر
اشتمل المؤتمر على عدد من المحاور وأوراق العمل المهمة منها: حماية الفضاء السيبراني والأنظمة المتكاملة المستخدمة في توفير الحماية من المخاطر السيبرانية، الحديث عن التصدي للتهديدات والحوادث الأمنية من خلال تحليل الأدلة الرقمية، كما تم استعراض المخاطر التي تتعرض لها مؤسسات القطاعات الحيوية والقطاع الصحي إلى جانب الحديث عن التعاون فيما يتعلق بوضع المعايير والسياسات وفي مجال التدريب وتبادل المعلومات والتحذيرات عند التعرض للاختراقات المعلوماتية. كما تم على هامش المؤتمر عقد عدد من الاجتماعات وحلقات نقاشية تناولت سبل التعاون المستقبلي بين الدول العربية للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها الفضاء السيبراني العربي.
تجربة عمانية
تضمنت فعاليات المؤتمر تقديم ورقة عمل عمانية قدمتها رقية بنت سعيد التوبية (رئيس فريق الشراكة والتعاون الأمني السيبراني بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات) وتحدثت فيها عن تجربة السلطنة في مجال التعاون الأمني السيبراني مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المحلية في السلطنة وكذلك التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية كالاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة التعاون الإسلامي ومراكز السلامة المعلوماتية في الدول العربية والإسلامية. كما تطرقت التوبية إلى دور المركز الوطني للسلامة المعلوماتية في توفير البرامج التدريبية والتوعوية للمجتمع عموما وللمتخصصين في مختلف مجالات تقنية المعلومات خصوصا، كما استعرضت المتحدثة دور المركز في التعاون مع مراكز السلامة المعلوماتية وتبادل التحذيرات الأمنية المعلوماتية وتتبع مرتكبي الجرائم الرقمية والاختراقات المعلوماتية.
جدير بالذكر أن المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني (ITU-ARCC) تابع للاتحاد الدولي للاتصالات وتمت تأسيسه في عام 2012 ويهدف إلى توحيد التعاون في مجال الأمن السيبراني في المنطقة العربية وتعزيز دور الاتحاد الدولي للاتصالات في بناء الثقة والأمن في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية والإقليمية. وقد تم اختيار السلطنة كمقر لهذا المركز، والذي يتم إدارته وتشغيله من قبل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية التابع لهيئة تقنية المعلومات في السلطنة.