التعليم العالي تلتقي بالطلبة الجدد المبتعثين إلى هولندا

نظمت وزارة التعليم العالي مؤخرا لقاءا تعريفيا للطلبة الجدد المبتعثين إلى دولة هولندا للعام الأكاديمي 2016/2017م، والذين بلغ عددهم 23 طالب وطالبة، سيتوزعون بين جامعات بحثية وجامعات أخرى تطبيقية.

بدأ اللقاء التعريفي بمحاضرة أمنية، تليها محاضرة دينية قدمها أحمد بن سالم الخروصي باحث بمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية والتي اشتملت على نصائح وإرشادات دينية تهم الطالب المبتعث وتعينه على التمسك بدينه وهويته الإسلامية، وقد حث المحاضر الطلبة على الالتزام بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم لتعينهم على الاستقامة والصلاح، إضافة إلى الحرص على اختيار الرفقة الصالحة التي تعينهم على التمسك بدينهم وثقافتهم. والبعد عن الشبهات والحذر من الدخول في نقاشات وصراعات مذهبية أو طائفية.

تلا ذلك نبذة عن إجراءات الحصول على التأشيرة قدمتها ماريون ممثلة السفارة الهولندية بمسقط. بعدها قامت طالبة هولندية تدرس بإحدى الجامعات الهولندية بالحديث عن نظام الحياة والدراسة والمعيشة والثقافة في هولندا. تخلل ذلك الإجابة على استفسارات الطلبة وأولياء أمورهم.

تجدر الإشارة إلى أن هولندا (واسمها الرسمي بالإنجليزية هو: The Netherlands) هي بلاد أزهار الخُزامى، والطواحين الهوائية، وشركة “شل” النفطية، وشركة فِلِبس”، وموطن ميناء “روتردام” (في شراكة مع ميناء صحار). وهولندا أيضاً هي بلاد الجامعات العريقة التي توفر برامج دراسية يتم تعليمها بالإنجليزية، فهولندا تعتبر مقصداً رئيساً للتعلم بالنسبة للطلبة الأجانب.

والحقيقة هي أنه خلال السنوات القليلة الماضية تم منح أكثر من 100 طالب عماني بعثات دراسية للدراسة في هولندا. وقد ابتدأ أولئك الطلبة الدراسة في مرحلة البكالوريوس باللغة الإنجليزية أو أنهم على وشك أن يفعلوا ذلك في مجالات متعددة مثل العلوم الإحيائية، والهندسة المدنية، والهندسة الكهربائية، والتكنولوجيا المتقدمة، والاقتصاد واقتصاديات إدارة الأعمال، وإدارة المياه وعلوم البيئة وعلم الموارد المالية والمحاسبة، وعلم التواصل الدولي، وعلم الإدارة، وعلم إدارة السياحة، وعلم دراسات إدارة الأعمال الدولي والإدارة.

في هولندا يمكن للطالب في مرحلة البكالوريوس أن يقوم بالاختيار ما بين الدراسة في جامعة علوم تطبيقية أو في جامعة بحثية. وكلا هذين النوعين من التعليم تعترف بهما الحكومة الهولندية، كما أن شهادات البكالوريوس الصادرة عنهما معترف بهما دولياً، وهذه الشهادات متسقة مع نظم التعليم العالي الأوروبية. وتركز جامعات العلوم التطبيقية في هولندا على إعداد الطلبة لمهن معينة كأن يكون الطالب مهندساً كهربائياً أو مديراً مالياً استراتيجياً. وتستغرق مدة الدراسة لمرحلة البكالوريوس أربع سنوات في كل التخصصات تقريباً، وفترة الدراسة هذه غالباً ما تتضمن تدريباً عملياً في شركة حقيقية حيث تتوافر لدى الطالب فرصة تطبيق معرفته ومهاراته. علماً بأن وزارة التعليم العالي تقوم باختيار جامعات العلوم التطبيقية الهولندية المناسبة بناء على نوعية البرامج التي تقدمها، وتصنيفها، وسمعتها على المستوى الوطني في هولندا، ومواقعها.

أما الجامعات البحثية الهولندية كجامعة ماستريشت وجامعة أوتريشت وجامعة لايدن وجامعة توينتي التقنية على سبيل المثال، لا الحصر، تركز أكثر على بحث وتحليل موضوعات معقدة في سياق أكاديمي. ومعظم الجامعات البحثية الهولندية مصنفة من ضمن أفضل مائتي جامعة على مستوى العالم في مطبوعات مثل “تايمز هاير أديوكيشن”. وتجدر الإشارة إلى أن إثنين من الكراسي العلمية التي تحمل اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم يوجدان في جامعة لايدن وجامعة أوتريشت.

إلى جانب ذلك فإن العديد من البرامج الدراسية التي تقدمها الجامعات البحثية الهولندية تتضمن مكوناً مهنياً أيضاً. ففي العادة تكون فكرة إيجاد حلول للمشاكل جزءاً مهماً من منهجية التعليم والدراسة في هولندا، وهي فكرة عملية تعتمد على دراسة موضوعات حيّة في الحياة العملية والفعلية ومعالجتها، وإيجاد الحلول الملائمة بخصوصها.

وغالباً ما تستغرق فترة الدراسة لمرحلة البكالوريوس في الفنون والآداب وكذلك في العلوم في الجامعات البحثية الهولندية مدة ثلاث سنوات. وعادة ما يتم قبول الطلبة الأجانب للدراسة في تلك الجامعات بصورة تلقائية شريطة انطباق المتطلبات المحددة للتخصصات التي يرغبون في دراستها عليهم-يمكن للطالب الاطلاع على هذه المتطلبات في الدليل الصادر من مركز القبول الموحد من وزارة التعليم العالي.

وفي وسع طلبة التعليم الأساسي المتخرجين من مدارس حكومية أو مدارس ثنائية اللغة في التدريس، الذين يرغبون في الالتحاق بجامعة بحثية هولندية الالتحاق أولاً ببرنامج تقدمه واحدة من جامعات العلوم التطبيقية لمدة عام دراسي، وإذا ما حصلوا على نتائج دراسية جيدة فإنه يمكنهم التحول للدراسة في جامعة بحثية في تخصص ذي صلة لمدة ثلاثة أعوام.

لغة التدريس
جميع الجامعات الهولندية التي اختارتها وزارة التعليم العالي تقدم برامجها باللغة الإنجليزية. ومن أجل الالتحاق مباشرة في برنامج لدرجة البكالوريوس فإن الطالب يحتاج إلى إحراز ست درجات في اختبار الـ IELTS أو ما يعادل ذلك في اختبار الـ TOEFL. ولكن إذا كانت نتيجة الطالب في اختبار الـ IELTS خمس درجات ونصف، أو خمس درجات، أو حتى إذا لم يكن الطالب قد تقدم للاختبار من الأساس، فإنه لا يزال في مقدوره التقدم لطلب بعثة دراسية إلى هولندا، حيث يمكن أن يتقدم للاختبار لاحقاً قبل مغادرته إلى هناك.
الأمن والسلامة
بصورة عامة تعتبر هولندا بلاداً آمنة ومستقرة ومتعددة الثقافات ومناسبة لطلبتنا. كما أنه سيتم منح الطلبة تأميناً صحياً بمساعدة الجامعات التي يدرسون فيها. وفي هولندا يتوفر نظام مواصلات جيد من الحافلات والقطارات، كما أنه في وسع الطالب أن يقتني دراجة هوائية.

وبالطبع فإن هناك بعض التحديات المبدئية التي قد تواجه الطالب حين يتعلق الأمر بالمرحلة الأولى من الاستقرار والاعتماد على النفس بسبب الاختلافات الثقافية؛ فعلى سبيل المثال هناك مشكلة التواصل التي قد يتعرض لها، إذ أنه وعلى الرغم من أن معظم الهولنديين يتحدثون الإنجليزية فإن اللغة الأولى هي اللغة الهولندية. وفي بعض الأحيان يواجه الطلبة بعض التحديات خارج الحرم الجامعية، وخاصة في الفصل الأول من الدراسة، من قبيل قوائم القراءة أو قراءة الخرائط أو فهم مكونات الأطعمة في محلات السوبرماركت. ولكن على الطالب في مثل هذه الحالات ألا يكون متخوفاً من طلب المساعدة، وربما ينبغي أن يقوم بالتسجيل في مساق لدراسة مبادئ اللغة الهولندية.

الإقامة
يمكن للطالب أن يختار الإقامة في غرفة خاصة به في السكن الجامعي، كما يمكنه استئجار “استوديو” صغير كلفته زائدة قليلاً عن الإقامة في السكن الجامعي. ستقوم وزارة التعليم العالي بدفع مخصص شهري لكل طالب مبتعث حتى يتمكن من تغطية نفقات الإقامة المعتادة، والتغذية، والمواصلات المحلية، وقيمة شراء الكتب والتجهيزات المطلوبة للدراسة، والرسوم الدراسية، ورسوم استخراج تأشيرة السفر.

التسجيل وإجراءات استخراج تأشيرة السفر
عندما يحصل الطالب على بعثة دراسية إلى هولندا في تخصص معين فإن وزارة التعليم العالي ستقوم بإيجاد مؤسسة تعليم عالٍ هولندية مناسبة له آخذة بعين الاعتبار رغباته وخططه المستقبلية. إلى جانب ذلك فإنه في بدء دراسة الطالب سيتعرف إلى المسؤولين في مكتب الطلبة الأجانب في الجامعة التي سوف يدرس فيها، وهؤلاء سوف يقومون بتقديم المساعدة له في المسائل العملية، وذلك يتضمن الحصول على مكان للإقامة، وإجراءات التسجيل الجامعي، وإجراءات استخراج التأشيرة؛ فهم سيقومون بتقديم الطلب نيابة عن الطالب، ومن ثَمَّ يحصل الطالب على تلك التأشيرة من السفارة الهولندية في مسقط. في حين تتولى الملحقية الثقافية في لندن مسؤولية صرف المخصصات الدراسية للطالب.