دكتور عماني يكتب في صحيفة قطرية عن ما تم نشره ضبط أسلحة للحوثيين تنقلها شاحنة عمانية
كتب الدكتور أحمد بن سالم باتميرا في صحيفة الشرق القطرية مقال بعنوان “أوراق الخريف ليست من عاداتنا” وهج الخليج تابعت التفاصيل، ونرد إليكم تفاصيل المقال:
في الوقت الذي كشف فيه محافظ مأرب اليمنية اللواء “سلطان العرادة ” عن ضبط شحنات أسلحة مهربة قادمة من الصحارى في طريقها كما يدعي “للحوثيين”، وأن هذه الشحنات كانت تحملها شاحنات لوحاتها عمانية، فإنه ـ المحافظ ـ لم يتهم أي جهة خارجية بأن لها صلة بتلك الشحنة التي تحدث عنها ـ ومع ذلك نتفاجأ بصحيفة تبرز الخبر، وكأن السلطنة وراء هذه الشحنة ووراء ما يحدث في اليمن، وهو أمر شديد الغرابة ويكشف عن أهداف ما!
إن كل من يعرفون عُمان ومواقفها وسياساتها وصراحتها يدركون أن تلك كذبة كبرى، لجر السلطنة لمهاترات إعلامية وإيجاد خلاف مع دول شقيقة لها مكانة في قلوبنا، فليست عُمان من تعمل خلف الكواليس، وليست عُمان من تزرع الفتن وتلعب في الخفاء مع الآخرين، وليست عُمان من تبحث عن وجه أو دعاية إعلامية، وليست من عاداتنا على مر التاريخ أن نقف وراء نشوب حرب أو إدامة صراع، بل العمانيون بقيادة جلالة السلطان قابوس دعاة سلام وأمان وعنصر استقرار للدول والشعوب قاطبة من الخليج إلى المحيط.
فلا تقذفوا عُمان بالحجارة والتهم دون دليل، ولا تقحموا أخطاءكم على الآخرين، فسياستنا واضحة كإشراق الشمس كل صباح، وتهريب السلاح أعمال معروفة لها سماسرتها والقوى والأطراف التي تقف وراءها وتستثمرها، والمؤكد أن نقل الأخبار المفبركة يفضح النوايا، فالسلطنة مواقفها وسياستها واضحة للجميع ويكفيها أنها تحتضن على أراضيها كافة أطراف النزاع في اليمن، وليست بحاجة لتهريب السلاح لطرف ضد آخر، فهي أسمى وأوعى من ذلك بكثير.
علينا أن نترفع عن إطلاق التهم ونشر الأخبار الكاذبة وتصديقها، فمن السهولة جدا أن يحصل أي طرف على لوحات سيارات عمانية أو لأي دولة كانت في أي حملة مغرضة، سواء بالسرقة أو بالتزييف أو التهريب أو غيرها، والإيحاء إلى الرأي العام ومحاولة توجيهه في اتجاه ما على غير الحقيقة، فليس بهذه الطريقة “تورد الإبل يا”!.
عُمان دولة سلام وتسامح ونقاء في المواقف، صراحتها ووضوحها معروفة كما أنها لا تحب رؤية الدماء العربية تسال، وأنها داعمة لكل الشرعيات في اليمن وسوريا وكل الدول، فما تقرره الشعوب تدعمه السلطنة، والكل يعرف أن بلادنا لها مواقف مشرفة وسياسة واضحة حددها ورسمها قائد النهضة المباركة “حفظه الله ” جلالة السلطان قابوس المعظم وهي تتميز بالحيادية وعدم التدخل في شؤون الغير والابتعاد عن المهاترات والصراعات والتكتلات السياسية.
فبالأمس القريب، استضافت العامرة مسقط مسؤولا أمريكيا رفيعا وأجرى مباحثات مع الحوثيين لإيجاد اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في اليمن، وقبله بأيام حراك روسي أوروبي لنفس الغرض من الأطراف المتنازعة، واليوم يأتي من يدعي ويقحم باسم عُمان في عملية لا ناقة لها فيها ولا جمل.
تصريح “العرادة” التقطه البعض وصنفه وفق هوى نفسه وعرضه للرأي العام، وكان الخبر صحيحا مائة بالمائة، رغم أنه لا يوجد علاقة لعُمان بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد، فالصحارى المفتوحة في الربع الخالي، مهيأة لمثل هذه التهريبات، مادامت العلاقات بيننا بعيدة عن حل هذه الإشكاليات والاختراقات الحدودية بالطرق الدبلوماسية.
نستطيع توجيه الانتقاد المباح للآخرين، أما التهكم والازدراء وإطلاق التهم والقذف وخلافه فلن نرضى به، كما لن ننجر إلى مهاترات من أي نوع لأنها من أوجه الظلم الذي حرمه الله على عباده. والتعرض للظلم مرارا وتكرارا وما يحاك بالخفاء فلن يجدي نفعا وإنما يخلق شرخا في العلاقات بين الدول الشقيقة. فعلينا التحقق مما يقال ومواجهة الحقيقة، فما ذكر يمكن أن يطبق على دول أخرى من دون أي استثناء، وهي بريئة من أسلحة حضرموت وتصريحات مأرب!
لقد تناسوا أن عُمان وشعبنا المتماسك بلُحمته الاجتماعية الوطنية، لا يمكن أن يؤثر عليه مثل هذه التصريحات والحملات المغرضة، وهذه الأدوات الرخيصة الثمن لن تفلح في إبعاد السلطنة عن القيام بدورها السلمي والإيجابي في المنطقة والعالم متى طلب منها ذلك.
ستبقى عُمان ولله الحمد والمنّة قلعة محبة وسلام وأمان ودولة حياد في وجه من يسعى لجرها للعداء أو الدخول في مستنقع الحروب والتراشق الإعلامي، ولن تجدوا ردا على ما تقولون ولن يسمح لكم بإنجاح مخططاتكم على الأرض العمانية.. وليس من عاداتنا صنع المتفجرات أو تهريبها على أي نحو فذلك ليس من شيمنا أو عاداتنا.. والله من وراء القصد.